تدريجاً يحتل مصممو الازياء اللبنانيون الذين تليق تصاميمهم بالمناسبات الكبرى، الثغرات التي خلفتها دور الازياء الفرنسية المنسحبة في روزنامة اهم ملتقى للموضة في العالم. ففيما قررت دار جيفانشي هذا الاسبوع تقديم عرض متواضع يقتصر على بعض الاشخاص، اختار المصممون اللبنانيون إيلي صعب وجورج شقرا، وباسيل سودا، وجورج حبيقة، وربيع كيروز، عروض أزياء كاملة. وحده ايلي صعب عضو في نادي الازياء الراقية الضيق جداً في باريس، فيما كيروز عضو مدعو. اما المصممون اللبنانيون الآخرون فيقدمون عروضهم على هامش البرنامج الرسمي. إلا ان مجموعاتهم موضع ترحيب، خصوصاً وان ثلاث دور ازياء فرنسية كبيرة فقط هي «شانيل» و«ديور» و«جان بول غوتييه»، والايطاليين «جورجيو ارماني» و «فالنتينو»، يقدمون عروض ازياء لموسم خريف وشتاء 2011. ويقول باسيل سودا ان المصممين اللبنانيين تجذبهم باريس كثيراً، موضحاً «في لبنان نطلق على فرنسا لقب «أمنا الحنون» لأن تأثيرها الثقافي قوي جداً فينا». الا ان تصاميم سودا وشقرا وصعب تجذب النساء من كل اصقاع الارض لا سيما من الجانب الآخر من الاطلسي، اضافة الى افراد في عائلات مالكة. وكانت ولية عهد السويد ارتدت تصميمين لايلي صعب في يوم زفافها الشهر الماضي. اما اميلي بلانت وساندرا بولوك وكايت بيري وسكارلت جوهانسن وهيلين ميرين، فهن من الممثلات البارزات والنجمات اللواتي اخترن مصمماً لبنانياً لظهورهن على السجاد الاحمر. واهدى جورج شقرا مجموعته التي عرضها الاثنين للنجمات الاسطوريات في السينما العالمية، قائلا «كنت افكر بريتا هيوارث وغريتا غاربو وبريق هوليوود الخمسينات. في اوقات كهذه نحتاج ان نحلم لمدة 15 دقيقة». وتضمنت مجموعته فساتين سهرة فيها الكثير من الثنيات صممها «ليرقص الفستان كلما تحركت السيدة التي ترتديه». واستخدم اللون الذهبي كثيراً متجنباً التكلف والابتذال. وقال باسيل سودا الذي عرض مجموعته أول من أمس، ان مجموعته تتوجه الى «امرأة قوية وواثقة، كثيرة الاسفار، امرأة لا يمكن احتواؤها، وهي موضع ما يشبه العبادة». وهو يفضل الالوان مثل الاسود والرمادي والابيض ولون الجلد مع خطوط انثوية واكتاف عريضة وتصاميم تُظهر نحافة الخصر. لم يستخدم سودا الا القليل من التطريزات الظاهرة وجعلها جزءاً من المفهوم العام لمجموعته مثل فستان السهرة الاسود المصنوع من الاورغنزا الذي افتتح به العرض مع كوكبة من السحابات التي تلتف حوله مملية عليه شكله. اما السترات والاثواب فكانت كلها تركيبات معقدة من نقشات ثعبان الاصلة الرمادي والتخريم والاشرطة المصنوعة من قماش الغروغران والستراس والسحابات، المتداخلة كلها ببعضها البعض. وبدلا من الثنيات لجأ الى استخدام عدة طبقات من القماش بدقة كبيرة «وهو اصعب بكثير ويتطلب الكثير من الوقت لإنجازه» على ما يقول. واحدى القطع المفضلة لديه هذا الموسم فستان سهرة من دون اكمام يتألف من طبقة فوق اخرى مع ثنيات متناهية الصغر من قماش الاورغنزا بلون الجلد مع بعض الحلي المتناثرة هنا وهناك. وقد تطلب إنجاز هذا الفستان الصعب 600 ساعة من العمل.