طهران، دبي - أ ب، رويترز، أ ف ب - أقرّت طهران للمرة الأولى أمس، بأن العقوبات المفروضة عليها «يمكن أن تبطئ» برنامجها النووي، لكنها لن توقفه، مشددة على أن تشغيل مفاعل «بوشهر» النووي «وصل إلى نقطة اللاعودة»، وسيُدشن في أيلول (سبتمبر) المقبل. في غضون ذلك، أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة رفضها استخدام القوة العسكرية ضد إيران، نافية بذلك تصريحات نُسبت إلى سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة وتوحي بقبول أبو ظبي ضرب طهران لتجنّب تحوّلها قوة نووية. ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) عن طارق الهيدان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية قوله إن التصريحات التي نسبتها صحيفة «واشنطن تايمز» إلى العتيبة «غير دقيقة»، معتبراً أنها «نُقلت خارج سياقها». وشدد على أن بلاده «تعارض تماماً أي استخدام للقوة لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني». وفي طهران، وصف الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) كاظم جلالي التصريحات المنسوبة إلى العتيبة بأنها «متطرفة وسخيفة وصلفة لا تليق بمكانة الدول الإسلامية»، معتبراً أن «مسايرة الجهاز الديبلوماسي الإيراني للحكومة الإماراتية دفع بعض المسؤولين في هذا البلد الصغير (...)، إلى الإدلاء بتصريحات مماثلة ضد إيران». ودعا إلى «إلغاء الرحلات السياحية إلى الإمارات». وقال رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي: «لا يمكن لأحد أن يقول أن لا أثر للعقوبات التي تستهدف منع النشاطات النووية الإيرانية، لكننا نقول إنها يمكن أن تبطئ العمل لكنها لن توقف النشاطات، هذا أمر أكيد». ويتعارض تصريح صالحي مع تأكيد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مرات عدة، أن العقوبات لن «تترك أي اثر على إيران». وشدد صالحي على أن «مفاعل بوشهر لم يتأثر، والمسؤولون الروس أكدوا دوماً أن العقوبات لن تستهدف هذا الموقع». لكنه استدرك مرجحاً «مواجهة مشاكل في خصوص مسألة التخصيب، يمكن أن ترتبط ببعض التجهيزات مثل آلات القياس». وأبدى ثقته بقدرة إيران على أن «تنتج بنفسها» المعدات التي لا يمكنها الحصول عليها من الخارج. وأكد أن تشغيل مفاعل «بوشهر» «وصل إلى نقطة اللاعودة»، بعد اجتيازه آخر اختبار له للمياه الحارة، مشيراً إلى انه سيبدأ «التشغيل النهائي» في أيلول المقبل «بعد انتظار دام 37 سنة». وهاجم صالحي أولي هاينونن نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس قسم الضمانات فيها، والذي استقال من منصبه أخيراً، معتبراً أنه «لم يغادر الوكالة بسجلّ مشرف، بل حاملاً سجلاً يثير التساؤل». وقال إن هاينونن الذي كان أبرز مفتشي الوكالة في إيران وسورية «لم يكن يسعى إلى أدلة لمعالجة المشكلة، بل وراء ذريعة لإثارة مشكلة»، معرباً عن «أسفه لأدائه». إلى ذلك، ذكرت وكالة «يونايتد برس انترناشونال» أن مصدراً عسكرياً إسرائيلياً بارزاً نفى تقريراً أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي وأفاد بنصب إيران راداراً متطوراً في سورية، لرصد أي هجوم إسرائيلي محتمل على طهران. وقال إن هذا الرادار «لم يصل أبداً إلى سورية». في غضون ذلك، أعلن وزير الاتصالات الإيراني رضا تقي بور إطلاق قمر اصطناعي جديد يحمل اسم «رصد1» في الأسبوع الأخير من آب (أغسطس) المقبل، تزامناً مع احتفالات «أسبوع الحكومة». وقال إن «رصد1» سيُطلق بصاروخ إيراني، معتبراً أن ذلك يشكل «آخر إنجازات» طهران في مجال تكنولوجيا الفضاء، ولافتاً إلى أن «أقماراً اصطناعية محلية عدة ستُطلق هذه السنة، منها القمر طلوع». ويأتي هذا الإعلان الإيراني بعد إطلاق إسرائيل الشهر الماضي القمر الاصطناعي «أفق9» للتجسس، والذي أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأنه «يتيح التقاط صور فائقة الدقة ومراقبة البرنامج النووي الإيراني». على صعيد آخر، علّق الناطق باسم الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إر) شاهرخ نوش آبادي على حظر الاتحاد الأوروبي دخول غالبية طائرات الشركة مجاله الجوي، «لضمان احترام معايير الأمان»، متحدثاً عن «سوء فهم حول وضع الأسطول الجوي الإيراني». وقال إن «المفوضية الأوروبية فرضت قيوداً غير منصفة على أسطول الطائرات الإيرانية، على رغم الأجوبة الدقيقة التي قدمتها طهران حول تساؤلات طرحتها» المفوضية في هذا الشأن. وشدد على أن رحلات «إيران إر» إلى أوروبا ستستمر، مشيراً إلى أن الشركة «ستبذل قصارى جهدها لمواصلة التعامل مع المفوضية».