ضربت بعض قرى محافظتي العيص وأملج مساء أمس، موجة جديدة من الهزات الأكثر عنفاً، رافقتها أصوات كصوت «الرعد» هرع على إثرها المواطنون الذين كانوا خارج منازلهم للاطمئنان علي ذويهم، إضافة إلى تسببها في انقطاع التيار الكهربائي والهاتف عنها. وجالت الآليات التابعة للدفاع المدني ومركز الإسناد الآلي والبشري المرابطة قرى القراصة وهدمة والعميد بهدف الاطمئنان على السكان. ومراقبة الحدث لحظة بلحظة، والتقت بعدد من المواطنين الذين أكدوا أن منازلهم تضررت جراء الاهتزازات المتكررة، مطالبين من مختصي المباني في البلديات بالكشف عن حال منازلهم بعد التصدع الذي طاولها أخيراً. وقال عدد من المواطنين ل «الحياة»: «مع إيماننا العميق بقضاء الله وقدره إلا أن خروجنا إلى مخيمات الإيواء يبقى خياراً مرفوضاً، طالما هناك أمل بسيط في توقف الاهتزازات». وفي غضون ذلك، أنشأت هيئة المساحة الجيولوجية مرصداً جديداً للزلازل في قرية هدمة (32 كيلومتراً غرب القراصة) على مقربة من منازل القرية، فيما نقل مركز إسناد مخيمات الإيواء التابع للدفاع المدني من بريقة إلى الفقعلي (52 كيلومتراً باتجاه محافظة ينبع). وقال مدير فرع وزارة المالية محمد الحيدري ومندوب الوزارة سعد العتيبي إن اختيار الموقع السابق لم يكن موفقاً، لذلك تم تغيير المكان على وجه السرعة، بهدف توفير أقصى حدود الأمان من انقطاع الكهرباء والهاتف عن الشبحة والرويضات. وفي السياق نفسه، وصل كل من المدير العام لهيئة المساحة الجيولوجيه الدكتور زهير نواب، ورئيس قسم الدراسات والأبحاث الزلزالية وكبير الجيولوجيين عبدالرحمن كنكار، ورئيس قسم البراكين المهندس خالد عبدالحافظ، ومسؤول البراكين الدكتور هاني زهران ووفد مرافق لهم أمس إلى محافظة العيص. ووقف الوفد على الأحداث في قرى هدمة والقراصة والعميد، ومن ثم عقد اجتماعاً مشتركاً في مقر إمارة العيص، مع القائد الميداني للدفاع المدني العقيد زهير سيبيه، ومدير إدارة الطوارئ والنقل في وزارة الصحة الدكتور طارق العرنوس. والتقى الدكتور نواب ومرافقوه بأهالي العيص في مقر الملتقى الثقافي بمركز التنمية الاجتماعية، وطمأنهم بأن الهزات غير مقلقة. وكشف نواب أن الهيئة تضع في مخططها المستقبلي إنشاء شبكات محلية رقمية حديثة حول الحرات في السعودية، لمراقبة النشاط الزلزالي، واستخدامها كمؤشرات مهمة في مناطق الحرات البركانية. كما تضع الهيئة في مخططها إنشاء شبكة للقياسات الحرارية في بعض الآبار في حرة الشاقة، واستقبال بياناتها آليا بالمركز الوطني للزلازل والبراكين. وأضاف أن الهيئة تسعى لإنشاء شبكة من كاميرات التصوير ذات مواصفات خاصة حول بعض الحرات الحديثة، لمراقبة الأبخرة البركانية في حال تصاعدها.