جوهانسبورغ- ا ف ب- يخوض مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني دييغو فورلان تحدياً جديداً عندما يقود خط هجوم منتخب بلاده الأوروغواي أمام «طواحين» المنتخب الهولندي على ملعب «غرين بوينت» في كيب تاون في الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في جنوب أفريقيا. مسؤولية فورلان ستكون كبيرة اليوم، إذ سيضطر إلى اللعب في غياب شريكه في الخط الهجومي الناري مهاجم أياكس أمستردام الهولندي لويس سواريز الموقوف لطرده في الدور ربع النهائي أمام غانا يوم الجمعة الماضي. وشكل فورلان وسواريز ثنائياً ضارباً في النسخة الحالية، إذ سجل كل منهما 3 أهداف كانت حاسمة للتأهل إلى الدور نصف النهائي للعرس العالمي للمرة الأولى منذ عام 1970. وقال الفرنسي لويس فرنانديز نجم منتخب بلاده السابق ومدرب إسرائيل الذي مني فريقه بخسارة مذلة أمام الأوروغواي (1-4) في 26 أيار (مايو) الماضي في آخر مباراة إعدادية للأخير للمونديال: «الخطر في هذا المنتخب يأتي من هذين المهاجمين (فورلان وسواريز)». كان فرنانديز محقاً لأن هذا الثنائي ضرب بقوة في جنوب أفريقيا وسجل كل منهما ثنائية؛ فورلان في مرمى جنوب أفريقيا (3-صفر) في الدور الأول، وسواريز في مرمى كوريا الجنوبية (2-1) في الدور ثمن النهائي. أما الهدف الثالث لسواريز فكان في مرمى المكسيك (1-صفر) في الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول، والهدف الثالث لفورلان كان غالياً عندما أدرك التعادل في مرمى غانا في ثمن النهائي من ركلة حرة مباشرة. في ذلك اليوم، رفع فورلان (31 عاماً) رصيده إلى 27 هدفاً دولياً في 67 مباراة دولية، مؤكداً تألقه منذ مطلع عام 2010 مع فريقه الإسباني الذي سجل له 4 أهداف في الدور نصف النهائي والمباراة النهائية لمسابقة يوروبا ليغ. بدا الانسجام كبيراً بين فورلان وسواريز في العرس العالمي، بيد أن المهاجم الأشقر سيفتقد نجم أياكس أمام هولندا وسيكون مطالباً بإخراج كل ما في جعبته لتعويض هذا الغياب وقيادة الأوروغواي إلى المباراة النهائية للمرة الأولى منذ عام 1950. ويقول فورلان في هذا الصدد: «غياب سواريز ضربة موجعة بالنسبة لنا، كل ما عسانا أن نقول لقد ضحى بنفسه في ربع النهائي من أجل أن نصل إلى هنا، يجب أن نرد له الدين ونبلغ المباراة النهائية حتى يكون حاضراً معنا». يعتبر فورلان رمزاً في صفوف منتخب بلاده، فهو يجيد اللعب بالرأس والقدمين على حد سواء. فورلان هو المخضرم الوحيد إلى جانب سيباستيان ابرو شارك مع منتخب بلاده سيليستي في نهائيات كأس العالم عام 2002، وكان مرة أخرى أفضل هداف في صفوف الأوروغواي في التصفيات بتسجيله 7 أهداف. يأتي فورلان من عائلة كروية تدرك جيداً متطلبات اللعبة، فوالده بابلو فورلان لاعب دولي سابق خلال مونديالي 1966 و1974، وجده خوان كارلوس كوراسو كان مدرب منتخب الأوروغواي في كأس العالم 1962 في تشيلي ولعب قبلاً في صفوف إندبندينتي الأرجنتيني. نشأ دييغو على لعبة كرة المضرب في صغره، لكنه تحول إلى كرة القدم بعد تعرض شقيقته أليخاندرا لحادثة سيارة. تبدل حظ فورلان لدى توقيعه مع فياريال الإسباني في آب (أغسطس) 2004 وهو الشهر ذاته الذي استقدم فيه فيرغوسون المهاجم واين روني، فعاد إلى إيقاع تسجيله ليحصد لقب هداف الدوري الإسباني موسم 2004-2005 برصيد 25 هدفاً. ثلاثة مواسم أمضاها فورلان مع «الغواصة الصفراء» كانت كافية للانضمام إلى العاصمة مدريد عام 2007 لكن من بوابة فريقها الثاني أتليتيكو، ليتربع مجدداً على عرش التهديف ويحرز لقب «بيتشيتشي» مرة ثانية برصيد 32 هدفاً في 33 مباراة خلال موسم 2008-2009، وينال جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في القارة العجوز بعد أن أحرزها مناصفة مع الفرنسي تييري هنري موسم 2005، وقاده إلى لقب مسابقة يوروبا ليغ هذا الموسم بتسجيله ثنائية في مرمى فولهام الإنكليزي (2-1) بعد التمديد. شارك فورلان مع الأوروغواي في كأس العالم 2002 وسجل هدفاً بكرة على الطائر في مباراة السنغال (3-3)، كما سجل في مرمى البرازيل في نصف نهائي كوبا أميركا 2007 قبل أن يهدر ركلة ترجيحية حاسمة وضعت بلاده خارج المسابقة.