تجدد التوتر بين رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي وقادة «الحشد الشعبي»، على خلفية الانتهاكات التي ارتكبت بحق النازحين من الفلوجة واختفاء المئات منهم، وسياق المعركة. وزار العبادي قواطع العمليات في الفلوجة، بالتزامن مع تقدم قوات مكافحة الإرهاب التي حررت حي الشهداء الثاني عند أطراف المدينة الجنوبية، (نحو 4 كيلومتر عن مركز المدينة) عازية بطء تقدمها إلى تفخيخ المنازل. مصادر مطلعة قالت ل «الحياة» أمس، إن العبادي يسعى إلى تشكيل لجنة مكونة من ضباط ومسؤولين إداريين للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت خلال تقدم فصائل «الحشد الشعبي» إلى منطقتي الكرمة والصقلاوية، بناء على شكاوى سياسيين وإداريين في الأنبار، وتأكيدهم اختفاء عشرات النازحين، بعدما اعتقلهم «الحشد»، وبناء على شهادات أدلى بها معتقلون أفرج عنهم عن عمليات إعدام جماعية. ودعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في بيان أمس، إلى «تشكيل لجنة تحقيق لتقصي تلك الانتهاكات»، وشدد خلال لقائه وزير التخطيط سلمان الجميلي ومحافظ الأنبار صهيب الراوي وعضو مجلس المحافظة يحيى غازي ممثلين للجنة إعادة النازحين، على «ضرورة إطلاق أي مخطوف أو معتقل لدى أي جهة غير سلطات الدولة المختصة». وأعرب عن قلقه من «تقارير أفادت بحصول حالات خطف جماعية لنازحين من مناطق الصقلاوية والكرمة». وأفاد راجح بركات، عضو في مجلس محافظة الأنبار بأن حوالى 400 شخص ما زالوا مخطوفين أو معتقلين، بعدما كان أعلن قبل أيام إطلاق 609 أشخاص وقتل أربعة منهم تحت التعذيب. وتؤكد المصادر أن الأنباء المتزايدة عن انتهاكات، يرتكبها «الحشد الشعبي»، وترت الأجواء بين العبادي قادة «الحشد»، هادي العامري وابو مهدي المهندس وقيس الخزعلي، وأفادت بأن هؤلاء القادة رفضوا تشكيل لجان تحقيق من دون مشاركة ممثلين عنهم، كما رفضوا البقاء في مواقعهم الحالية في منطقتي الكرمة والصقلاوية، مصرين على التقدم باتجاه الفلوجة من جانبيها الشرقي والشمالي. وهو ما ترفضه القوات الاميركية. وأشارت إلى أن ظهور العبادي المتكرر في قواطع العمليات يهدف أيضاً إلى إعطاء دفع إضافي للقوات الرسمية للخروج من حالة «الفتور» التي تشهدها العمليات. وكان العامري انتقد في مقابلة تلفزيونية إدارة العمليات العسكرية، وإرسال لواء مدرع إلى قرب الموصل، مؤكداً أن «الحشد» لن ينتظر طويلاً لدخول الفلوجة إذا لم تتمكن القوات الرسمية من ذلك. ويقول خبراء عسكريون إن تباطؤ العمليات واقتصارها على الجزء الجنوبي من الفلوجة، حيث حي الشهداء الذي يعد في ضواحي المدينة، يمهد لتقدم «الحشد» من الطرفين الشمالي والشرقي، وعلى رغم أن دخول «الحشد» إلى وسط الفلوجة بات مرفوضاً في شكل متزايد، خصوصاً لدى القيادات السنية التي سبق أن أعلنت تأييدها المعركة، لكنها أبدت شكوكاً بعد كشف الانتهاكات، لكن تصريحات قادة «الحشد» تؤكد إصرارهم على التقدم باتجاه المدينة.