دعا حزب «نداء تونس» الذي يقود التحالف الحكومي الرباعي في تونس إلى تغيير رئيس الوزراء الحالي الحبيب الصيد وتكليف شخصية أخرى بتشكيل حكومة جديدة، فيما لا تزال البلاد تعيش تأثيرات ردود الأفعال المتباينة إزاء اقتراح الرئيس تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال حزب «نداء تونس» العلماني في بيان إثر اجتماع هيئته السياسية أمس، إنه يجب «تغيير رئيس الوزراء الحالي ضمن حكومة الوحدة الوطنية التي اقترحها الرئيس لخفض التوتر وإنعاش الاقتصاد»، مشدداً على ضرورة أن تعكس الحكومة الجديدة أوسع وفاق وطني ممكن. وكان السبسي أكد أن حكومة الوحدة يمكن أن تضم أحزاب التحالف الحكومي الحالي ومستقلين وأحزاب معارضة واتحاد الشغل واتحاد أرباب العمل. ورفض الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد) المشاركة في الحكومة، لكن أمينه العام حسين العباسي عبّر عن دعم الفكرة وإمكان المشاركة في النقاشات في عملية التشكيل. وأثارت مبادرة الرئيس التونسي ردود أفعال مختلفة بين مؤيد ورافض، حيث حظيت المبادرة بدعم مكونات أحزاب التحالف الرباعي الحاكم («النهضة» و «نداء تونس» و «الوطني الحر» و «آفاق تونس») التي بدأت مشاورات لاختيار رئيس جديد للوزراء. ورغم أن رئيس الحكومة الحالي الحبيب الصيد عبّر عن استعداده للاستقالة من منصبه إلا أن قرار الاستغناء عنه لم يتأكد بعد في انتظار التوافق على خلف له، رغم أن أغلب التوقعات كانت تشير إلى أن الصيد سيقدم استقالته أول من أمس عقب لقاءه السبسي، إلا أنه غادر الاجتماع من دون ذكر الاستقالة. واعتبر بيان «نداء تونس»، الذي يتزعمه نجل الرئيس التونسي، أن «مبادرة حكومة وحدة وطنية تستوجب تكليف شخصية جديدة لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية، على أن تترجم هذه الحكومة أوسع وفاق وطني»، مشيراً إلى أن البلاد في أمسّ الحاجة إلى إنجاز هذه المهمة بأحسن الشروط وفي أقرب وقت. وانعقدت طيلة اليومين الماضيين اجتماعات ثنائية بين أحزاب الائتلاف الحاكم الداعمة لمبادرة الرئيس السبسي من جهة وأحزاب المعارضة اليسارية والليبرالية من جهة أخرى، ويبدو أن أحزاب الائتلاف لم تتخذ موقفاً موحداً بعد من بقاء الصيد، وهو من الشخصيات المستقلة، على رأس حكومة تونس. من جهته، دعا القيادي في حركة «النهضة» لطفي زيتون، رئيس الوزراء إلى الاستقالة، متمايزاً عن موقف الحركة الرسمي التي اكتفت بدعم ما يقرره السبسي. وأوضح زيتون أن «الشخص الأقدر على تقييم الوضع في البلاد هو رئيس الجمهورية، وهو لديه فكرة واضحة حول الوضع في تونس، والذي يمكن اعتباره غير إيجابي».