جوهانسبورغ - ا ف ب - لقن منتخب ألمانيا نظيره الأرجنتين درساً في فنون كرة القدم لن ينساه، مجدداً تأكيده بأن فوزه الكاسح على إنكلترا (4-1) في الدور الثاني لم يكن وليد الصدفة، وبلغ الألمان نصف النهائي للمرة ال12 في تاريخهم (رقم قياسي) بعدما فازوا أمس على ملعب «غرين بوينت» في كيب تاون في دور ربع نهائي على ال«التانغو» برباعية نظيفة، ويدين «مانشافت» بفوزه الكاسح إلى الثلاثي توماس مولر وميروسلاف كلوزه (هدفان) وارنه فريديتش الذين سجلوا الأهداف الأربعة، ليؤكدوا تفوق الألمان على نظرائهم الأرجنتينيين بعد أن تغلبوا عليهم في الدور ذاته خلال النسخة الماضية في ألمانيا، لكن حينها بركلات الترجيح بعد تعادلهما بهدف لهدف في الوقتين الأصلي والإضافي، والنقطة السلبية الوحيدة التي خرج بها الألمان من مواجهة أمس، أنهم سيفتقدون خدمات اللاعب مولر في مباراة نصف النهائي أمام الفائز من مباراة إسبانيا والباراغواي، لحصوله على إنذار ثانٍ. وحرم رجال المدرب يواكيم لوف الأرجنتينيين من بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 20 عاماً، وألحقوا بهم الهزيمة الأولى في النسخة الحالية، بعد أن حققوا أربعة انتصارات متتالية، وهو أمر لم يحققه «التانغو» منذ النسخة الأولى عام 1930، عندما تغلب حينها على فرنسا والمكسيك وتشيلي وأميركا على التوالي، كما أوقف «مانشافت» مسلسل مباريات «لا البيسيليستي» في النهائيات من دون هزيمة عند ال10 مباريات على التوالي (أفضل إنجاز له في تاريخ مشاركاته)، علماً بأن الهزيمة الأخيرة للمنتخب «الأميركي الجنوبي» تعود إلى نسخة 2002 عندما خسر أمام إنكلترا بهدفين من دون رد، لأن الخسارة بركلات الترجيح لا تسجل كهزيمة في سجل المنتخب المعني. وكان المنتخبان تواجها خمس مرات في العرس العالمي، الأولى عام 1958 عندما فازت ألمانياالغربية (3-1) في دور المجموعات، والثانية عام 1966 في برمنغهام وتعادلا (0-0) في دور المجموعات، والثالثة في المباراة النهائية لعام 1986 وفازت الأرجنتين (3-2)، وثأرت ألمانيا في نهائي 1990 بهدف أندرياس بريمه من ركلة جزاء، قبل أن تحسم المواجهة الخامسة بينهما بركلات الترجيح قبل أربعة أعوام. ولم يجرِ المنتخبان أي تعديل على التشكيلتين اللتين خاضتا الدور الثاني، وبدأ مدرب ألمانيا يواكيم لوف المباراة مع لوكاس بودولسكي ومسعود أوجيل، بعد أن حام الشك حول مشاركتهما بسبب إصابة الأول وإرهاق الثاني، فيما جلس المهاجم البرازيلي الأصل كاكاو على مقاعد الاحتياط بعد تعافيه من إصابة في عضلات معدته، وضرب المنتخب الألماني منذ البداية تحت أنظار المستشارة أنغيلا ميركل ورئيس جنوب أفريقيا ياكوب زوما والقائد الغائب عن النهائيات ميكايل بالاك، إذ افتتح التسجيل منذ الدقيقة الثالثة برأسية من المتألق مولر الذي سبق نيكولاس أوتاميندي إلى الكرة بعد ركلة حرة نفذها باستيان شفاينشتايغر من الجهة اليسرى ووضعها في شباك الحارس سيرخيو روميرو الذي يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية الهدف، وهذا الهدف الرابع لمولر في النهائيات فلحق بالهولندي ويسلي سنايدر والأرجنتيني غونزالو هيغواين والسلوفاكي روبرت فيتيك والإسباني دافيد فيا إلى صدارة الهدافين، ومنح بلاده هدفها رقم 200 في نهائيات كأس العالم، وهو أمر لم يحققه سوى المنتخب البرازيلي الذي تجاوز حاجز ال200 وقد رفع «سيليساو» رصيده إلى 210 أهداف في النسخة الحالية التي ودعها أول من أمس على يد هولندا، علماً بأن «مانشافت» هو أكثر المنتخبات تلقياً للأهداف أيضاً ب 114 هدفاً حتى الآن، وأكثر المنتخبات خوضاً للمباريات مشاركة مع البرازيل (97)، وهو سينفرد بالرقم القياسي بتأهله إلى نصف النهائي. وانتظر المنتخب الأرجنتيني حتى الدقيقة ال 23 ليهدد مرمى مانويل نوير للمرة الأولى، عندما مرر ليونيل ميسي كرة بينية متقنة لكارلوس تيفيز الذي كسر مصيدة التسلل لكن حارس شالكه خرج من مرماه في الوقت المناسب وقطع الطريق على مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي، بينما جاء الرد الألماني سريعاً بهجمة مرتدة أنهاها مولر بتمريره الكرة داخل المنطقة إلى ميروسلاف كلوزه الذي كان يخوض مباراته الدولية رقم 100، لكن الأخير أطاح بها فوق العارضة على رغم أنه كان في وضع مناسب لتعزيز تقدم بلاده (24). وحصل هيغواين على فرصة خطرة لإدراك التعادل عندما تسلم الكرة على مشارف المنطقة، ثم تلاعب بارنه فريدريخ قبل أن يسدد كرة ضعيفة لم يجد نوير صعوبة في التعامل معها (35)، ثم رد بودولسكي بتسديدة من خارج المنطقة مرت قريبة من القائم الأيسر (39)، ومولر بأخرى مستفيداً من مجهود فردي مميز للقائد فيليب لام على الجهة اليمنى، لكن محاولة نجم بايرن ميونيخ الشاب ارتدت من نيكولاس بورديسو ومرت بجانب القائم الأيمن (44)، وبدأ المنتخب الأرجنتيني بصورة أفضل في بداية الشوط الثاني، إذ حاصر لاعبي ألمانيا في منطقتهم وكان قريباً من إدارك التعادل بكرة صاروخية أطلقها أنخل دي ماريا من خارج المنطقة، إلا أن محاولته مرت قريبة جداً من القائم الأيمن (48)، وعلى رغم أفضليته الميدانية فشل المنتخب الأرجنتيني في تهديد المرمى الألماني بشكل فعلي، بعد ما نجح دفاع ال«مانشافت» في إقفال المنافذ على ميسي وهيغواين وتيفيز الذي اختبر حظه من خارج المنطقة، لكن نوير كان له بالمرصاد، كما فعل في مواجهة هيغواين بعد ثوانٍ لكن هذه المرة من داخل المنطقة (63). وجاء رد الألمان مثمراً بعد لعبة جماعية مميزة أنهاها مولر بتمريره الكرة إلى بودولسكي وهو ملقى على أرض الملعب، فكسر بودولسكي مصيدة التسلل ثم مرر الكرة بهدوء ومن دون أي ضغط إلى كلوزه الذي أودعها الشباك الخالية (68)، ثم أضاف الهدف الرابع في الدقيقة قبل الأخيرة من اللقاء بتسديدة «طائرة» من مسافة قريبة بعد عرضية متقنة من أوجيل، مسجلاً هدفه الرابع في النسخة الحالية (14) في العرس الكروي، ليتقدم على الأسطورة البرازيلي بيليه (12)، ويصبح على بعد هدف من معادلة الرقم القياسي الذي يملكه البرازيلي الآخر رونالدو (15)، وسجل كلوزه الذي رفع رصيده إلى 52 هدفاً دولياً في مباراته ال100، خمسة أهداف في كل من النسختين الأخيرتين للمونديال عامي 2002 في كوريا الجنوبية واليابان و2006 في ألمانيا. ولم يكد المنتخب الأرجنتيني يستفيق من صدمة الهدف الثاني حتى اهتزت شباكه للمرة الثالثة، عندما توغل شفاينشتايغر على الجهة اليسرى وتلاعب بالمدافعين، قبل أن يمرر الكرة على طبق من فضة لارنه فريدريتش الذي أودعها في الشباك موجهاً الضربة القاضية للأرجنتينيين.