واشنطن، بكين - أ ف ب، رويترز - دعت واشنطن في مناسبة الذكرى الاولى للاضطربات الاثنية الدامية في اقليم شينغيانغ ذي الغالبية المسلمة شمال غربي الصين، بكين الى اظهار شفافية اكبر واحترام حقوق السكان في الاقليم. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية مارك تونر: «نواصل حض الصين على معالجة كل الاعتقالات والدعاوى الخاصة بأعمال العنف التي وقعت العام الماضي في اورومتشي بأسلوب شفاف، ونحترم حقوق جميع المواطنين طبقاً للقواعد الدولية». وأكد تونر ان الولاياتالمتحدة ناقشت مرات هذه المخاوف مع الصين من طريق سفارتها في بكين، علماً ان سلطات اورومتشي كبرى مدن الاقليم الغني بالثروات افادت بأن حوالى 200 شخص قتلوا وجرح حوالى 1700 آخرين في المواجهات التي اندلعت بين الاويغور المسلمين والهان في الخامس من تموز (يوليو) 2009، مؤكدة ان معظم الضحايا من الهان. في المقابل، يزعم الاويغور ان السلطات اعتقلت آلافاً من منتقدي الحكومة منذ الاضطرابات، واتهمت بعضهم بالمشاركة في مخططات «الارهاب الاسلامي»، فيما اعدمت تسعة اشخاص معظمهم من الاويغور اتهمتهم بالتورط بالاضطرابات. ويشعر عدد كبير من الاويغور البالغ عددهم ثمانية ملايين في الاقليم بالاستياء، مؤكدين انهم يتعرضون منذ عقود لقمع الحكم الشيوعي وتدفق الهان للاقامة في منطقتهم، ما يؤدي الى تهميشهم. لكن الصين ترفض الاتهامات بإساءة معاملة الاقليات، وتقول انها عملت من اجل الرخاء في اقليمي شينغيانغ والتيبت، وأعلنت انها خصصت مبلغ 1.5 بليون دولار لتقديم مساعدات تنموية لشينغيانغ بدءاً من 2011، من اجل رفع مستوى معيشة الاويغور. وفي تقرير جديد، دعت منظمة العفو الدولية السلطات الصينية الى إجراء تحقيق مستقل في الاضطرابات العرقية في شينغيانغ، محذرة فيه من رواية الحكومة الصينية للحوادث. وقالت كاترين باربير، مديرة المنظمة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ: «تترك الرواية الرسمية اسئلة كثيرة من دون اجوبة، وبينها عدد الاشخاص الذين قتلوا ومن قتلهم وكيف حصل ذلك ولماذا؟». وأضافت: «بدلاً من إسكات التحقيق ولوم مشاغبين في الخارج وبث الرعب، يفترض ان تنتهز الحكومة الصينية فرصة الذكرى لبدء تحقيق خاص يشمل المظالم التي يشكو منها الاويغور منذ فترة طويلة». وأكدت المنظمة ضرورة ان تجري الصين «تحقيقاً مستقلاً ومحايداً حول انتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبها جميع المشاركين في اضطرابات اورومتشي، وتقديم ضمان حول عملية قضائية شفافة لجميع الملاحقين المرتبطين بالاحداث». في غضون ذلك، ابدت زعيمة الاويغور في المنفى ربيعة قدير التي تقيم في الولاياتالمتحدة خيبتها من البيانات القليلة التي صدرت في شأن اقليم شينغيانغ الذي يسميه الاويغور تركستان الشرقية. وكانت قالت اخيراً: «تصوروا لو حدث ذلك في فلسطين او العراق، لكنا سمعنا العالم بأسره يصرخ. لكن في تركستان الشرقية يموت آلاف او يختفون ولا يتحدث احد عنهم». سجن ناشط في التيبت على صعيد آخر، قضت محكمة صينية بسجن رينشين سامدروب الذي يدير منظمة بيئية في مقاطعة جونغو في اقليم التيبت لمدة 5 سنوات بتهمة «التحريض على تفريق الامة»، علماً ان منظمته حشدت حوالى 1700 قروي لإعادة زرع اشجار في المنطقة والابلاغ عن انتهاكات، وأصدرت مجلة صغيرة. ودفع سامدروب، وهو الثالث بين أشقائه الذي يسجن، ببراءته لكنه دين وحرم من ممارسة حقوقه السياسية لمدة ثلاث سنوات. وأشار محاميه الى أن موكله اتهم بنشر مقال مؤيد للدلاي لاما الزعيم الروحي للتيبت في موقعه على شبكة الانترنت. وأعلنت المحكمة ان سامدروب «ساعد في إعداد ثلاثة أقراص كمبيوتر حول النظام البيئي في المنطقة، وحرض الناس على التدخل في عمل الحكومة وحاول تسجيل منظمته غير الحكومية لدى الحكومة».