التليف يعني في اللغة الطبية حدوث تغيرات عميقة في أحد الأعضاء أو الأنسجة في الجسم تنتهي عادة بإخراجه عن وظيفته ووصوله الى حال يستحيل فيها إعادته إلى الحال الطبيعية. ولا يقتصر حدوث التليف على الكبد بل يمكنه أن يصيب أي عضو في الجسم، مثل الرئة، والعين، والجلد والثدي وغيرها. ويعتبر تليف الكبد من أشهر أنواع التليفات حدوثاً، وفيه تحل الأنسجة التالفة محل الأنسجة السليمة فتضطرب وظائف الكبد، وشيئاً فشيئاً يصل الكبد الى مرحلة الإفلاس التام ما يجعل زراعة كبد بديل أمراً حتمياً لإنقاذ حياة المريض. وتليف الكبد يبدأ خلسة ولا يعطي عوارض واضحة في مراحله الأولى. أما في المراحل المتقدمة فيعاني المصاب من فقدان الشهية، والتعب، والهزال، وتدهور الوزن، وزيادة القابلية للنزف، خصوصاً من الأنف، وسهولة ظهور الكدمات المختلفة، واصفرار الجلد والعينين، والبول الغامق، والحكة الجلدية، وتراكم السوائل في البطن والقدمين. وينتهي تليف الكبد عادة بعدد من المضاعفات القاتلة، منها فرط الضغط في الوريد البابي (وعاء ينقل الدم من الأمعاء عن طريق الكبد)، ما قد ينتج منه نزيف حاد وخطير في الجهاز الهضمي، وربما الوفاة. ويتعرض مرضى تليف الكبد كثيراً للإصابة بالحصيات الصفراوية، وسرطان الكبد، وتراكم السموم في الدماغ، وزيادة احتمالات الإصابة بالعدوى، والفشل الكبدي. لا يوجد علاج يفلح في الشفاء من تليف الكبد، والمهم في الأمر هو اكتشاف التليف في أسرع ما يمكن لمنع امتداد التليف الى مساحات واسعة من أنسجة الكبد السليمة. ويشمل العلاج وصف الأدوية المناسبة، وربما الشروع في العلاج الجراحي أو في علاجات أخرى، تبعاً للعامل المسبب للتليف، ووفق المضاعفات والمشاكل الناتجة من المرض.