انعكست توقعات تباطؤ الانتاج الصناعي في الصين ودول منطقة اليورو، في النصف الثاني من السنة، سلباً على اسواق الاسهم والمال وتراجعت مؤشرات البورصات لليوم الرابع على التوالي مع نمو جديد في عدد العاطلين عن العمل في الولاياتالمتحدة. وصدرت تحذيرات من «ركود مكرر» و»كساد جديد» حول العالم في وقت تحاول دول اوروبية الدفع باتجاه خفض سعر صرف اليورو لتصبح البضائع الاوروبية اكثر تنافسية في الاسواق الاميركية والآسيوية. وبعد تسجيل انخفاض ملحوظ في حزيران (يونيو) الماضي في الصين والدول الآسيوية، اظهرت احصاءات اوروبية ان الانتاج في منطقة اليورو سجل تراجعاً في حزيران اكبر منه في ايار (مايو) مع ارتفاع القلق من ضبط الانفاق الحكومي، الذي يستهدف الحد من العجوزات المتنامية، ما يهدد النمو. وحذر جاك كايو كبير الاقتصاديين في «روايال بنك اوف سكتلند» في لندن من تكرار الركود وكساد يؤدي الى نمو سلبي حول العالم. وسجل مؤشر «ام اس سي آي» للبورصات الآسيوية تراجعاً امس بنسبة 1.7 في المئة، كما تراجع مؤشر «يورو ستوكس – 50 « بنسبة 1.6 في المئة بعدما تبين ان النمو في 30 دولة عضو في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي لن يتجاوز السنة الجارية 2.7 في المئة. وكان نمو الاقتصاد الصيني 11.7 في المئة مقابل 1.2 في المئة اوروبياً و3.2 في المئة اميركياً. وكانت «مجموعة العشرين» لاحظت ان النمو الصيني «غير كاف» و»قليل». وتحاول الحكومة الصينية الحد من النمو السريع لاقتصادها بهدف منع تأثير التضخم في الشبكة الاجتماعية. وتوقع ستيفن روش رئيس «مورغان ستانلي» ان تحاول بكين خفض النمو في النصف الثاني من السنة الى 8 او 9 في المئة، ما قد يؤثر في الطلب الصيني على البضائع والسلع الاولية من مختلف انحاء العالم. ومن الاشارات الى التباطؤ في منطقة اليورو ان القروض لفترة اسبوع، والتي عرضها «المركزي الاوروبي» امس، لم تشهد طلباً مؤثراً عاكسة النمو البطيء واقتصر الاقراض على 171 مؤسسة مصرفية لم يتجاوز طلبها مستوى 111 بليون يورو. وادى التباطؤ الجديد في سوق العمل الاميركية وارتفاع طلبات اعانات البطالة الى ضغوط جديدة على البورصات واسهم القطاع المالي تحديداً. وقال دايفيد سيمنز، الاقتصادي في تشارد بنك» في لندن «ان الاحصاءات الاميركية تؤكد عدم فتح شهية القطاع الخاص في الولاياتالمتحدة على التوظيف «لأن الانتاجية لا تزال فائضة على الطلب الضعيف اساساً منذ ازمة الائتمان». وبعدما فتحت البورصات الاميركية على ارتفاع صباحا عادت الى التراجع بعد احصاءات البطالة. وراوحت الخسائر بين 0.9 و1.7 في المئة من اغلاق اول من امس في حين كانت خسائر البورصات الاوروبية بين 1.9 و3.7 في المئة. وانعكست ارقام البطالة في الولاياتالمتحدة سلباً على سعر صرف الدولار مقابل العملات الدولية. وسجل اليورو الضعيف 1.24 دولار بينما استعاد الاسترليني خسائر اليومين الماضيين واغلق عند 1.5154 دولار.