عبرت نقابات وجمعيات صحافية عن غضبها اليوم (الأربعاء)، إزاء تصريحات الرئيس الفيليبيني المنتخب رودريغو دوتيرتي التي أيد فيها قتل «صحافيين فاسدين» واعتبرت أنها تحرض على ارتكاب المزيد من أعمال القتل في بلد يعد من الأكثر خطورة على الصحافيين في العالم. وقال دوتيرتي أمس، للصحافيين إن هناك ما يبرر قتل الصحافيين الذين يتقاضون رشى أو المتورطين في الفساد. وكان دوتيرتي توعد في حملته الانتخابية بقتل عشرات الآلاف من المجرمين. وأجاب دوتيرتي رداً على سؤال حول تصديه لمقتل صحافيين في الفيليبين بعد اغتيال صحافي في مانيلا الأسبوع الماضي، قائلاً: «إن مجرد كونك صحافياً لا يعني أنك لن تتعرض إلى القتل إن كنت فاسداً». ووصف «اتحاد صحافيي الفيليبين» التصريحات بأنها «صادمة». ومع اعترافه بوجود مشكلات فساد في المهنة إلا أنه قال إن هذا لا يبرر قتل الصحافيين. وأوضح اتحاد الصحافيين في بيان أن دوتيرتي «فتح في الواقع الباب أمام إسكات وسائل الإعلام، سواء الصحافيين الأفراد أو المؤسسات الإعلامية، لمجرد وجود شك بالفساد». وتعد الفيليبين من أكثر البلدان خطراً لمهنة الصحافة، إذ قتل فيها 176 صحافياً منذ انتهاء حكم الرئيس الأسبق فرديناند ماركوس قبل ثلاثين عاماً وإقامة نظام ديموقراطي ينخره الفساد. وخلال مؤتمر صحافي في مدينته دافاو قدم خلاله حكومته مساء أمس، قال دوتيرتي إن قسماً كبيراً من هؤلاء الضحايا يستحقون القتل، مضيفاً «غالبية الذين قتلوا، في الحقيقة، ارتكبوا شيئاً. لن تتعرض للقتل إذا لم ترتكب خطأ». وأشار دوتيرتي إلى الصحافي خون بالا الذي قتل في دافاو في العام 2003 وكان من أحد منتقديه. وقال: «إذا كنت صحافياً صادقاً لن يحدث لك شيء. لا أريد أن أسيء لذكراه ولكنه كان فاسداً». وأضاف أنه يعرف قاتله. ووصف نائب مدير «مركز حرية ومسؤولية الإعلام» لويس تيودورو تصريحات دوتيرتي بأنها «مؤسفة» وقال إنها تقول للقتلة المحتملين بأن أعمال القتل مباحة في بعض الظروف. وقال: «عندما تقول إنه يجوز قتل الصحافيين الفاسدين، فهذه رسالة واضحة». واعتبرت «لجنة حماية الصحافيين» في نيويورك تصريحات دوتيرتي «غير مسؤولة». وقال ممثلها عن جنوب شرقي آسيا في بانكوك شون كريسبن إنها «تعطي رجال الأمن الحق في القتل في حالات تعتبر تشهيراً». ودعت منظمة «مراسلون بلا حدود» صحافيي الفيليبين إلى مقاطعة المؤتمرات الصحافية للرئيس حتى يعتذر عن تصريحاته.