انتشر عشرات الآلاف من قوات الأمن في أنحاء الفيليبين كافة اليوم (الأحد)، عشية الانتخابات العامة، بعد حملة انتخابية مريرة ودموية شهدت عمليات ترهيب وشراء أصوات. وتشهد فترة الانتخابات عادة في الفيليبين توترات، خصوصاً في ظلّ التساهل تجاه حمل السلاح، بالإضافة إلى ثقافة سياسية عنيفة. وهذه السنة، ازداد الوضع توتراً نتيجة مزاعم فساد هائل على مستوى القرى أو حتى على المستوى الرئاسي. وقال مفوض لجنة الانتخابات لوي غيا للصحافيين أن «هناك شراء للأصوات في كل مكان»، مضيفاً «نتلقى تقارير عن عدم توفير أي وسيلة لشراء الأصوات، ولا يقتصر الأمر على المال فحسب» بل عبر تقديم مساعدات أيضاً. وعلى رغم أن هذه الوسيلة غير قانونية، لكنها فاعلة بالنسبة الى السياسيين لكسب التأييد في بلد يعيش حوالى ربع سكانه البالغ عددهم مئة مليون، ما دون خط الفقر، الذي لا يسجل تراجعاً في هذا الأرخبيل حيث الهوة بين الأثرياء والفقراء تُعتبر بين الأكبر في دول آسيا. وفي محاولة منها لمعرفة ما إذا كانت هناك عمليات شراء أصوات، حظرت لجنة الانتخابات استخدام الهواتف المحمولة في مراكز الاقتراع. وفي هذه الحالة، لن يستطيع المقترعون التقاط صور يثبتون من خلالها لمشتري الأصوات أنهم أدلوا بأصواتهم لمرشح محدد. في غضون ذلك، قُتل 15 شخصاً على الأقل في أعمال عنف مرتبطة بالانتخابات، وفق إحصاءات الشرطة الوطنية. وقال كبير المفتشين جوناثان ديل روزاريو أنه في أحدث أعمال العنف، أدى انفجار قنبلة الى مقتل طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات في وقت متأخر أمس، خلف منزل أحد أمراء الحرب السياسيين الأقوياء في محافظة ماغوينداناو التي مزقتها الصراعات. وأضاف: «يبدو أن هذا مرتبط بالانتخابات، لكن لدينا إجراءات علينا اتباعها»، موضحاً ان 90 في المئة في قوة الشرطة في البلاد، أي حوالى 135 ألف ضابط، يؤمنون سلامة الانتخابات وحصلوا على إذن بحمل البنادق. وتابع انهم يحرسون مراكز الاقتراع وفرز الأصوات ويقيمون نقاط تفتيش على الطرق. على المستوى الوطني، يتبادل المرشحون للرئاسة ولمنصب نائب الرئيس الاتهامات بمحاولة تزوير الانتخابات. وحذر الرئيس بينينو اكينو المنتهية ولايته والملزم بحسب الدستور بولاية رئاسية واحدة مدتها ست سنوات، من أن المرشح الأوفر حظاً لخلافته رودريغو دوتيرتي ديكتاتوري وسيرهب الأمة. ويُرجح فوز المرشح دوتيرتي المناهض للمؤسسات في الانتخابات الرئاسية الإثنين، فتصريحاته الشعبوية جعلته يحظى بدعم ملايين الفيليبينيين. ومستخدماً المنبر في آخر مهرجان انتخابي أمس، شن أكينو هجوماً هو الأعنف على دوتيرتي مشبهاً إياه بالزعيم النازي أدولف هتلر في ألمانيا، لافتاً إلى ما قد يحدث في حال وصوله إلى سدة الرئاسة. في المقابل، اتهم دوتيرتي الذي يترأس بلدية مدينة دافاو الجنوبية، إدارة أكينو بالتخطيط «لعملية احتيالية ضخمة» لضمان فوز وزير الداخلية السابق مار روكساس المرشح المفضل بالنسبة إليها. ورودريغو دوتيرتي البالغ من العمر 70 عاماً، شخصية مثيرة للجدل، يطلق عليه لقب «قاضي العدل» بسبب اعتماده سياسات قاسية في رئاسة بلدية دافاو لمكافحة الجريمة. لكن جمعيات حقوقية اتهمت دوتيرتي بتنظيم «سرايا موت» لقتل المجرمين المفترضين، الأمر الذي نفاه، ولو أنه جاهر في أواخر عام 2015 بقتل مهربي مخدرات. وأدى وعده بالقضاء على الجريمة والفساد إلى دعم كثير من الفيليبينيين له.