ينهي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز اليوم زيارته الى واشنطن التي عكست تقارباً استراتيجياً مع الرئيس باراك اوباما إزاء القضايا الدولية وملفات الشرق الاوسط وفي مقدمها عملية السلام وتعزيز علاقات الصداقة بين البلدين الحليفين. وأكد مسؤولون أميركيون ل "الحياة" أن أوباما تعهد للملك عبدالله ضمان أمن منطقة الخليج وبذل جهود حثيثة نحو حل الدولتين على المسار الفلسطيني. ومن المقرر أن يغادر الملك عبدالله العاصمة الاميركية اليوم بعد اختتام لقاءاته أمس باجتماع مع ممثلي الطلبة السعوديين في الولاياتالمتحدة، حرصاً منه على دعم الأسس الثقافية والتربوية للمملكة. وكان من أبرز سمات الزيارة وقمة الساعتين في البيت الأبيض بين الملك عبدالله والرئيس أوباما التوافق حول الخطوط العريضة للسياسة الشرق أوسطية وتحفيز الاقتصاد العالمي. وجاء في بيان صدر عن البيت الابيض عقب اللقاء ان الرئيس الاميركي وخادم الحرمين أكدا "دعمهما القوي لجهود مجموعة الخمسة زائدة واحدة المتعلقة ببرنامج ايران النووي وحضا ايران على الامتثال لالتزاماتها الدولية وفقاً لقرارات مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية". واشار البيان الى ان الزعيمين "اعربا عن املهما في ان تؤدي المحادثات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين الى معاودة المفاوضات المباشرة" لتحقيق حل الدولتين. كما ناقش اوباما والعاهل السعودي "أهمية معاودة المفاوضات على المسارين الاسرائيلي - السوري والاسرائيلي - اللبناني من اجل تحقيق السلام الشامل في الشرق الاوسط، ورحب الرئيس باستمرار قيادة الملك عبدالله لدعم مبادرة السلام العربية". واضاف البيان ان أوباما والملك عبدالله ناقشا الجهود الرامية الى مساعدة افغانستان "وتأييدهما للحكومة اللبنانية في سعيها الى صون سيادتها"، كما ناقشا اهمية "ضمان استقرار اليمن وازدهاره، وضرورة تأليف حكومة شاملة في العراق وتوسيع العلاقات المثمرة بين عراق سيد وموحد وجيرانه". وأكد الزعيمان "أهمية الجهود الرامية الى التصدي للتطرف العنيف، ورحب الرئيس بالاجراءات السعودية الناجحة لمكافحة ارهاب تنظيم القاعدة، بما في ذلك الموقف الذي اتخذته اعلى السلطات الدينية في المملكة لمنع الارهاب وتمويله". واعرب اوباما عن تأييده لمبادرة الملك عبدالله "لتعزيز الحوار بين الاديان والثقافات". وجدد اوباما تعهده للعاهل السعودي اقفال معسكر غوانتانامو. وناقش الطرفان نتائج قمة مجموعة الدول العشرين التي عقدت في نهاية الاسبوع الماضي في كندا، ورحبا باستمرار توسع العلاقات الاقتصادية والعلمية والتعليمية بما فيها العدد التاريخي العالي للطلاب السعوديين الذين يدرسون حالياً في الجامعات الاميركية. ويعكس هذا التلاقي بين الجانبين والاطراء المتبادل بينهما، بعدما أشاد الرئيس الأميركي ب "حكمة وفطنة" الملك عبدالله ورد الملك عبدالله بوصفه أوباما بالرجل "الشريف والصادق"، المناخ الايجابي للقمة وارتياح الحكومتين السعودية والأميركية الى التنسيق الاستراتيجي بينهما.