حققت القوات الكردية اليوم، انتصاراً ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) شمال العراق واستعادت تسع قرى بحسب بيان. وقال مجلس الأمن في منطقة كردستان العراق إن العملية في شرق الموصل «حققت اهدافها الاستراتيجية»، مشيراً إلى استعادة تسع قرى كان التنظيم المتطرف يسيطر عليها منذ حزيران (يونيو) 2014. وشارك في العملية التي أطلقت قبل فجر أمس، حوالى 5500 عنصر من «البيشمركة» يدعمهم طيران التحالف بقيادة أميركية. ونجحوا في الاستيلاء على منطقة مساحتها 120 كلم مربعاً قرب الطريق الرئيسة بين الموصل معقل تنظيم «الدولة الاسلامية» في العراق وأربيل عاصمة كردستان العراق. وبحسب البيان فان 140 متشدداً قتلوا وتم تدمير 14 سيارة مفخخة في هذه العملية التي استغرقت يومين. وقتل كذلك أربعة عناصر من «البيشمركة» واصيب 34 بجروح كما قال مسؤول من القوات الكردية في مؤتمر صحافي. وتأتي هذه العملية في محيط الموصل في حين لا تزال القوات العراقية تشن هجوماً كبيراً على مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف. وعلى محور الفلوجة، دخلت القوات العراقية، اليوم المدينة من ثلاث نقاط ما يُعتبر بداية لمرحلة جديدة من عملية استعادة السيطرة على المدينة التي تشكل معقلاً لتنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، فيما أعلنت مصادر أمنية وطبية مقتل 11 شخصاً وإصابة حوالى 40 في ثلاث هجمات متفرقة في بغداد. وقال الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان: «بدأنا عملياتنا لدخول الفلوجة في وقت مبكر من هذا الصباح (...) ودخل جهاز مكافحة الإرهاب وشرطة الأنبار والجيش العراق من ثلاث نقاط»، موضحاً أن هناك «مقاومة من داعش». وتشكل مشاركة جهاز مكافحة الإرهاب بداية «مرحلة جديدة» من حرب الشوارع في المدينة التي خاضت فيها الولاياتالمتحدة في عام 2004 إحدى أشرس معاركها منذ حرب فيتنام. في موازاة ذلك، قتل اليوم 11 شخصاً على الأقل وأُصيب أكثر من 40 آخرين بجروح في ثلاثة هجمات استهدفت مناطق متفرقة في العاصمة العراقية وشمالها، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية، فيما أشارت حصيلة سابقة إلى مقتل 9 وجرح حوالى 40. وقال عقيد في الشرطة إن «سبعة اشخاص قتلوا وأصيب 20 آخرون بجروح في هجوم بسيارة مفخخة استهدف مدنيين». ووقع الهجوم قرب سوق شعبي في منطقة الشعب، شمال شرقي بغداد. وأضاف ضابط الشرطة أن «اثنين من المارة قتلا واصيب 13 بجروح في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مجمعا سكنيا لموظفين حكوميين في منطقة المشاهدة» التابعة لقضاء الطارمية، الى الشمال من بغداد. وفي مدينة الصدر شرق بغداد، قتل اثنان من المارة واصيب عشرة بجروح جراء انفجار دراجة نارية مفخخة مركونة عند محال تجارية، وفقا للمصدر ذاته. وأكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة ضحايا الهجمات التي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنها. وكانت عملية استعادة الفلوجة التي بدأت قبل أسبوع بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ركزت في البدء على استعادة السيطرة على القرى والبلدات المحيطة بالمدينة التي تبعد 50 كيلومتراً غرب بغداد. وتمكنت بضع مئات فقط من العائلات من الفرار من المدينة قبل بدء العملية العسكرية ويقدر عدد السكان العالقين فيها ب50 ألفاً، ما يثير مخاوف من أن يستخدمهم الجهاديون دروعاً بشرية. وكان البرلمان العراقي عقد جلسة، أمس، للبحث في معارك الفلوجة، ونوقشت قضية الانتهاكات التي ارتكبت في بلدة «الكرمة» القريبة من المدينة، واستعادتها قوات الأمن من «داعش» حديثاً. وأعلنت وزارة الدفاع الجمعة الماضي نجاح «الصفحة الأولى» من عمليات تحرير المدينة، وأكد قائد العمليات في الأنبار أن «مهمة اقتحام الفلوجة أسندت إلى القوات الأمنية، وفصائل الحشد الشعبي لن تدخل إلى مركز القضاء».