أثينا، مدريد - رويترز - علق مئات السائحين في الميناء الرئيس في اليونان أمس بسبب إضراب ليوم واحد بدأه عمال في أنحاء البلاد للتعبير عن الاستياء من إصلاح جذري في المعاشات، يهدف إلى المساعدة على حل أزمة الديون. واكتفت المستشفيات بأفراد طاقم الطوارئ لتسيير العمل فيها وأغلقت المصارف ووسائل الإعلام المحلية في خامس إضراب عن العمل في اليونان هذه السنة، تنظمه اتحادات شعبية وخاصة كبيرة. وصرخ السائحون وبعضهم معه أطفال، بينما كان آخرون في طريقهم للاحتفال بعرسهم، في وجه المضربين الذين حثوهم على الانضمام إلى احتجاجهم على إجراءات التقشف التي فرضتها اليونان لتوفير 110 بلايين يورو (135.7 بليون دولار) في إطار خطة إنقاذ وضعها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وحاول سائحون من دون جدوى الوصول إلى العبارات عبر فجوات في البوابات. وقالت سائحة أميركية تدعى كريستين شاكافيك: «يُفترض أن أتزوج في سانتوريني وعائلتي قادمة ولا يمكنني العبور، إنهم يمنعونني وأنا محبطة للغاية». وتحولت الإضرابات المتكررة والاحتجاجات في اليونان، إلى العنف أحياناً وأضرّت هجمات بالقنابل الصغيرة منذ أعمال الشغب في 2008، بالسياحة التي تنتج نحو خمس الاقتصاد اليوناني المقدّر ب 240 بليون يورو. وقتل مسؤول كبير الأسبوع الماضي في انفجار قنبلة. وتعطل النقل العام منذ الصباح ولغاية بعد الظهر، ليسمح للمشاركين بالانضمام إلى احتجاج بدأ في أثينا، ولم تتضرر الرحلات الجوية الدولية في محاولة لتقليل تأثير أضرار الإضراب بالسياحة. وقال مسؤول في خفر السواحل تمكّنت عبّارات من مغادرة ميناء بيريوس في الصباح الباكر. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب اليونانية غازات مسيلة للدموع على محتجين يلقون الحجارة، في وسط أثينا احتجاجاً على الإجراءات التقشفية التي أعلنتها الحكومة وإصلاح جذري في المعاشات بهدف مساعدة البلاد على حل أزمة الديون. وقال شاهد من وكالة «رويترز» إن عشرات المحتجين كانوا يلقون العصي والزجاجات والحجارة. وفي مدريد تقرر إغلاق شبكة مترو مدريد أيضاً بسبب احتجاج عامليها لليوم الثاني على إجراءات تقشف تخفض أجورهم 5 في المئة مخالفين اتفاقات تقضي بتشغيل الخدمة لأدنى مستوى ممكن. وتشعر نقابات العمال بالغضب إزاء خفض في أجور العاملين في القطاع العام، يهدف إلى الحد من عجز الموازنة الذي تضخم إلى 11.2 في المئة العام الماضي، في مقابل فائض قبل الأزمة المالية. ويسعى الحزب الاشتراكي الذي يقود البلاد إلى تأمين 15 بليون يورو، من خلال إجراءات التقشف. وعلى رغم أن الإجراءات لم تستهدف في البداية العاملين في قطاعات مثل قطاع النقل، لكن الإدارة الإقليمية في مدريد طبقتها على العاملين في شبكة مترو الأنفاق. وقالت الناطقة باسم مترو مدريد «لا توجد خدمة على أي خط». وقال ناطق نقابي إن تجمعاً عمالياً قرر الليلة الماضية القيام بإضراب تام اليوم (أمس) بحيث تتوقف خدمات المترو بالكامل في العاصمة الأسبانية. وازدحمت الحافلات بالركاب صباحاً في مدريد مع سعي العاملين إلى إيجاد وسائل بديلة للذهاب لأعمالهم. وقالت وسائل إعلام أسبانية إنها المرة الأولى التي يتجاهل عمال مترو مدريد اتفاقات تقليص الخدمة إلى أقل مستوى خلال العقدين الماضيين. ما يعكس تنامي الغضب النقابي.