غير مفاهيم الهجوم لدى فريق الهلال، سجل الأهداف، صنعها، دافع عن الشعار ببسالة، اشتعل الملعب فرحاً في كل مرة يحتفل فيها ناصر الشمراني، الذي ظن الكثيرون أن رحلته مع الشباك انتهت فور نهاية رحلته مع فريقه الشباب، ولكنها لم تكن إلا بداية لرواية جديدة عامرة بالأهداف، ومحملة بالإنجازات، الشخصية منها والجماعية، بل وربما أنها الأفضل تاريخياً على الصعيد الشخصي ل«الزلزال». الشمراني بدأ أجمل قصة يعيشها مع المستديرة تحت مظلة سامي الجابر وهو مدرباً للهلال، فالجابر وثق بالشمراني، والأخير لم يعرف طريق تخييب الآمال، فكان الرجل المناسب في المكان المناسب، ومع سلسلة من الأحداث في «البيت الهلالي» غادر سامي الجابر منصبه ومهاجمه الذي راهن عليه هدافاً لمسابقة الدوري ب21 هدفاً، ثم جاء الروماني ريجي كامب عوضاً عن الجابر فأكمل الشمراني رحلة التألق قارياً وسجل 10 أهداف قاد على إثرها الهلال إلى المباراة النهائية، التي خسرها الهلال، ولكن الشمراني كسب رهان الأفراد، فعانق لقب أفضل لاعب في قارة آسيا بعد موسم حافل بهز الشباك. باتت العلاقة قوية ووطيدة بين الشمراني وجماهير الهلال، لم يعد هنالك مكان حتى للمهاجم الأجنبي في «الزعيم»، حتى جاء ذلك اليوم الذي أصبح فيه اليوناني جورجيوس دونيس مدرباً للفريق، فانطلقت شرارة المشكلات بينه وبين الشمراني، شيئاً فشيئاً حتى ابتعد الشمراني عن المشهد ليصبح لاعباً خارج قائمة الفريق دائماً، بعد أن كان المهاجم الأشرس في الكرة السعودية بأكملها ليس قبل عقود أو مواسم، بل قبل عام واحد فقط. 59 هدفاً هي محصلة ناصر الشمراني بالقميص الأزرق، سجلها خلال 75 مباراة خاضها مع «الزعيم»، وصنع بين سطورها 15 هدفاً، إضافة لمساهمته في تحقيق ثلاثة ألقاب للهلال (كأس الملك، كأس السوبر، كأس ولي العهد)، كل تلك الأرقام كُتبت في ثلاثة مواسم فقط، واليوم تظهر أنباء حول نية سامي الجابر الذي تعين مدرباً لفريق الشباب للجوء إلى الشمراني، وانتدابه للعودة للفريق الشبابي، وسط مخاوف هلالية من عودة الثنائي للعمل الكبير وخسارة الشمراني أيضاً بعد أن خسروا الجابر من قبل - كما يرى بعض الهلاليين - ليبقى السؤال العريض لدى عشاق «الأزرق» أو يترك مثل الشمراني؟