فشل مدرب الهلال الروماني ريجاكمب في إقناع الجماهير والنقاد بقدراته وجاءت نتائج الفريق معه مخيبة داخلياً وخارجياً وهذا ما جعله يخرج كل ما في جعبته تجاه مدرب الهلال السابق سامي الجابر. ريجي ألمح إلى أن الجابر لم يفعل شيئاً مع الهلال، وربما يتقبل الهلاليون هذه العبارة لو أنها خرجت من غيريتس أو كوزمين أو حتى كالديرون، لكن من غير المنطقي أن تخرج من مدرب لم يحقق مع الهلال شيئاً حتى الآن بل إن كثيراً من الهلاليين يصنفونه بأسوأ المدربين خلال العشرة أعوام الأخيرة وربما ينافس أديموس. الجابر تسلم دفة الهلال الفنية والفريق يعاني من مشاكل كبيرة ونقص في مراكز عدة، وجهز فريقاً قوياً خلال أقل من موسم، ولعب على نهائي كأس ولي العهد وخسر الدوري بفارق نقطتين، فضلاً عن المستوى والروح التي قدمها اللاعبون، ولم يمر أي وقت في الدوري كان الهلال قد ابتعد فيه بتسع نقاط عن المتصدر. يبدو أن من تعاقد مع ريجي وتولى مفاوضته لم يخبره عن الهلال جيداً وعن تاريخه وجماهيريته ورموزه، فهو أثبت في أكثر من مرة أنه لا يحترم الفريق الذي يقف على جهازه الفني. وربما أن ريجي لم يطلع على مستوى الهلال في الموسم المنصرم ويعرف أن أفضل لاعبين في (دوري عبداللطيف جميل) مهاجم الهلال ناصر الشمراني وصانع ألعابه البرازيلي تياغو نيفيز، أصبحا شبحين في الملعب بسبب سوء توظيفه وتكتيكه الذي قتل اللعب، فضلاً عن تجهيز الجابر فريقاً بطلاً كان في طريقه إلى التتويج بدوري أبطال آسيا، وأنه هو من أضاع اللقب بطرقه الغريبة في اللعب وتبديلاته التي أثارت استهجان كل عشاق "كبير آسيا"، فضلاً عن مجهودات الحكم الياباني سيئ الذكر في إسقاط الهلال. هيبة الهلال أضاعها مدرب لا يحترم الفريق ولا رموزه ولا جماهيره ولا لاعبيه، وربما أنه يبحث إلى تطفيش الإدارة الزرقاء للحصول على الشرط الجزائي الكبير الذي سيقبضه فور فسخ عقده، ولاعبين افتقدوا للروح والطموح ولا يعون قيمة الشعار الذين يرتدونه ولا الجماهير الغفيرة التي تعلق عليهم الآمال. ثقافة الفوز وارتداء قلائد الذهب تنمو خلال أعوام طويلة وتتكرس في نفوس اللاعبين والمدرب والجماهير، وهي من تقود الفريق إلى الفوز حتى وإن كان في أسوأ ظروفه أحياناً لأنها ترعب الخصوم أيضاً، إذا تلاشت هذه الثقافة ولم يعد يمتلكها اللاعبون والمدرب فإن الفريق سيسير إلى الهاوية ويحتاج أعواماً طويلة حتى يستعيد الروح والثقافة التي افتقدها.