حجز المنتخب الهولندي مقعده في الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 12 عاماً، بفوزه على نظيره السلوفاكي بهدفين لهدف أمس على ملعب «موزيس مابهيدا ستاديوم» في دوربن ضمن منافسات الدور الثاني من مونديال جنوب أفريقيا. ويدين المنتخب البرتقالي بفوزه إلى اريين روبن الذي حقق عودة موفقة إلى التشكيلة الأساسية بعد تعافيه من الإصابة بتسجيله الهدف الأول في الدقيقة ال 18، قبل أن يضيف ويسلي سنايدر الثاني في الدقيقة ال 84، ليضعا بلادهما في ربع النهائي للمرة الأولى منذ مونديال 1998، حين حل رابعاً، والخامسة في تاريخه من اصل 9 مشاركات، بينما جاء الهدف السلوفاكي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء نفذها روبرت فيتيك. ودخل المنتخب البرتقالي المباراة وهو مرشح فوق العادة من اجل أن يضع حداً لمغامرة نظيره السلوفاكي، الذي بلغ الدور الثاني للمرة الأولى بعد انحلال عقد تشيخوسلوفاكيا، وذلك بعدما جرد المنتخب الايطالي من لقبه بطلاً للعالم وتأهل على حسابه بالفوز عليه (3-2) في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة، لكنه عانى لتخطي عقبة رجال المدرب فلاديمير فايس الذين لم يستسلموا حتى صافرة النهاية، وتجنب الهولنديون بالواقعية التي يعتمدها مدربهم فان مارفييك سيناريو مشاركتهم الأخيرة في العرس الكروي، عندما ودعوا من الدور الثاني على يد البرتغال، وحسموا مواجهتهم الأولى على الإطلاق مع سلوفاكيا المستقلة، علماً بأنهم تواجهوا مع تشيخوسلوفاكيا خلال الدور الأول من مونديال 1938 وخسروا بثلاثية نظيفة بعد التمديد، وفي نهائيات كأس أوروبا 1976 و1980 خسروا في نصف النهائي بثلاثة أهداف لهدف بعد التمديد في الدور الأول، وتعادلا بهدف لهدف على التوالي. وضرب المنتخب البرتقالي الباحث عن بلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى منذ 32 عاماً واحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخه لمحو صورة الفريق الخارق في الأدوار الأولى والعادي في المباريات الاقصائية، موعداً محتملاً في ربع النهائي مع نظيره البرازيلي الذي يتواجه اليوم مع تشيلي، وفي حال خرج «سيليساو» فائزاً على جاره الاميركي الجنوبي سيواجه الهولنديون في إعادة لنصف نهائي مونديال 1998 عندما فاز المنتخب البرازيلي بركلات الترجيح بعد تعادلهما بهدف لهدف في الوقتين الأصلي والإضافي في طريقه إلى النهائي، إذ خسر أمام فرنسا المضيفة بثلاثية نظيفة وربع نهائي 1994 عندما فاز «سيليساو» ايضاً بثلاثة أهداف لهدفين في طريقه للفوز باللقب على حساب ايطاليا. ومن المؤكد أن هولندا التي خرجت فائزة بمبارياتها الثلاث في دور المجموعات للمرة الأولى، تبحث عن نسيان مشاركتها في مونديال 2006 ومواجهتها الدموية مع البرتغال، وإخفاق كأس أوروبا 2008، وقد استعادت خدمات نجمها المميز روبن الذي استعاد عافيته بعد الإصابة التي تعرض لها قبيل انطلاق المونديال في مباراة ودية أمام هنغاريا، وشارك في أواخر الشوط الثاني من مباراة الجولة الأخيرة أمام الكاميرون، ثم بدأ أساسياً في مباراة أمس على حساب رافايل فان در فارت في التعديلين الوحيدين على التشكيلة التي واجهت الكاميرون (2-1) في الجولة الأخيرة من الدور الأول إذ عاد المدافع فان در فييل إلى مرزه مكان خالد بولحروز بعد استنفاده عقوبة الإيقاف، وواصل المنتخب الهولندي مسلسل نتائجه المميزة إذ حافظ على سجله الخالي من الهزائم للمباراة ال 23 على التوالي (رقم قياسي محلي)، بدأها مع الفوز على مقدونيا في ال 10 أيلول (سبتمبر) عام 2008، علماً بأن هزيمته الأخيرة تعود إلى السادس أيلول (سبتمبر) من 2008 عندما خسر أمام استراليا بهدفين لهدف، وقد حقق رجال فان مارفييك أمس فوزهم ال 18 في هذه السلسلة في مقابل خمسة تعادلات. واستهل السلوفاكيون اللقاء من دون أي عقدة وكانوا قريبين من افتتاح التسجيل من الدقيقة الثانية بكرة صاروخية أطلقها مهاجم كايزرسلاوترن الألماني ايريك يندريسيك من خارج المنطقة، إلا أن محاولته علت عارضة مرمى الحارس مارتن ستيكيلينبرغ بقليل، ثم أتبعها لاعب وسط نابولي الإيطالي القائد ماريك هامسيك بتسديدة بعيدة أخرى مرت هذه المرة قريبة من القائم الأيمن (6)، ورد الهولنديون عبر ويسلي سنايدر الذي أضاع فرصة ثمينة بعدما وصلته الكرة على الجهة اليسرى وهو في مواجهة المرمى، لكنه سددها بين يدي الحارس يان موتشا (11)، إلا أن روبن عوض فرصة زميله ونجح في تحقيق عودة رائعة إلى تشكيلة البرتقالي عندما وضعه في المقدمة في الدقيقة 18، بعد تلاعبه بيان دوريتسا ورادوسلاف زابافنيك على الجهة اليمنى قبل أن يطلق الكرة بيسراه من حدود المنطقة إلى الزاوية الأرضية اليسرى لمرمى موتشا، وهدأت وتيرة اللعب تماماً وهو التكتيك الذي اعتمده الهولنديون في مبارياتهم الثلاث في الدور الأول أمام الدنمارك (2-صفر) واليابان (1- صفر) والكاميرون (2-1)، ما يؤكد أن فان مارفييك تخلى عن أسلوب الكرة الشاملة الهجومية التي اشتهرت بها الكرة الهولندية منذ السبعينيات، معتمداً على الواقعية في الأداء بهدف تأمين النتيجة، وبدا ذلك واضحاً من خلال إغلاقهم منطقتهم وعدم الاندفاع نحو الهجوم كما كانت عادتهم في السابق. وبدا الهولنديون عازمين على توجيه الضربة القاضية لمنافسيهم، إذ تحسن أداؤهم بشكل واضح وحصلوا على فرصة أخرى من ركلة حرة نفذها فان بيرسي من الجهة اليمنى، إلا أن الحارس تدخل ببراعة ليحرم مهاجم أرسنال الإنكليزي من تسجيل هدفه الثاني، بعد أن سجل في مرمى الكاميرون ليصبح رابع لاعب هولندي يسجل في نسختين مختلفتين بعد جوني ريب ودينيس برغكامب وروب ريزينبرينك، وحال رجال فايس أن يستوعبوا الفورة الهولندية وتدارك الوضع قبل فوات الأوان فهددوا مرمى ستكيلينبرغ للمرة الأولى في الشوط بتسديدة أطلقها كوتسكا من نحو 35 متراً، لكن الكرة مرت بجانب القائم الأيمن (63)، ثم أتبعها ميروسلاف ستوخ بفرصة أخطر عندما توغل في الجهة اليسرى وتلاعب بغريغوري فان در فييل قبل أن يسدد كرة صاروخية صدها ببراعة حارس أياكس الذي تدخل بعد ثوانٍ معدودة ليقف في وجه تسديدة أخرى هذه المرة لبطل مباراة إيطاليا روبرت فيتيك (67). وحاول فان مارفييك أن ينشّط الناحية الهجومية في فريقه فزج بمهاجم هامبورغ الألماني ايليرو ايليا بدلاً من روبن (71) سعياً خلف هدف التعزيز الذي كاد يتحقق لولا تألق موتشا الذي صد تسديدة صاروخية من خارج المنطقة لديرك كاوت (74) الذي لعب دوراً حاسماً في إطلاق رصاصة الرحمة على المباراة، عندما توغل في الجهة اليسرى للمنطقة السلوفاكية بعد ركلة حرة نفذها جيوفاني فان بروكهروست من منتصف الملعب وأخطأ الحارس السلوفاكي في خروجه من مرماه لاعتراضها، قبل أن يمرر لاعب ليفربول الكرة على طبق من فضة لسنايدر الذي أودعها الشباك من دون صعوبة (84)، مسجلاً هدفه الثاني حتى الآن. وودع السلوفاكيون النهائيات الأولى لهم بهدف شرفي سجله فيتيك في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء، بعد أن أسقطه ستيكيلينبرغ داخل المنطقة، ليتصدر ترتيب الهدافين برصيد أربعة أهداف، مشاركة مع الأرجنتيني غونزالو هيغواين.