أكد الموفد الخاص منسق شؤون الطاقة الخارجية في وزارة الخارجية الأميركية أموس هوكستين، أن لدى لبنان «فرصة كبيرة يجب انتهازها، وكانت قائمة أيضاً بين عامي 2012 و2014 لدى اكتشاف احتياط النفط والغاز» في مياهه. لكن اعتبر أن هذه الفرصة «وقعت رهينة النزاع» في المياه الإقليمية بين إسرائيل ولبنان»، لذا شدد في كلمة خلال مشاركته في منتدى النفط والغاز بعنوان «إدارة الحكم والتكامل»، على ضرورة أن «نجتمع ونحاول إيجاد حل لهذه المنطقة المتنازع عليها، كما يجب إيجاد السبل التي تمكّننا من المضي قدماً وتذليل العقبات والاستفادة من الفرص الكاملة». وزار هوكستين أمس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، يرافقه القائم بأعمال السفارة الأميركية السفير ريتشارد جونز، ووزيرا الخارجية والمغتربين جبران باسيل والطاقة والمياه ارتور نظريان، وكان بحث في مواضيع الطاقة والقطاع النفطي في لبنان. وزار رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، وكان بحث في «ملف النفط والغاز في لبنان والحدود البحرية». وأعلن هوكستين بعد اللقاء، أن «المحادثات كانت جيدة ومنفتحة مع الرئيس بري حول اقتراحات جديدة لحل موضوع الحدود البحرية اللبنانية في الجنوب». وأكد «التعبير سوياً عن أملنا وتفاؤلنا بالوصول إلى اتفاق يسمح للبنان باستخراج ثروته النفطية والغاز من مياهه والمنطقة الخاصة». ولفت إلى «متابعة محادثاتي مع بقية المسؤولين»، آملاً بأن «تؤدي هذه الأفكار والاقتراحات الى حل في أسرع وقت». وفي منتدى الغاز والنفط الذي نظّمه «ملتقى الحوار الوطني» وشركة «فرونت بيج» للإعلام الذي استضافه المعهد المالي للأعمال، ركّز مديره العام ستيفان أتالي، على موضوع الوظائف المستقبلية للشباب اللبناني، معلناً أن السفارة الفرنسية «تنظم ملتقى غداً (اليوم) في المعهد عن مستقبل الشباب اللبناني، وتدشين حاضنة للشركات ومشاريع الأعمال الناشئة في لبنان». ولفت رئيس شركة «فرونت بيج» للإعلام مصطفى أسعد، إلى أن المنتدى هذه السنة «سيناقش موقع لبنان النفطي في المنطقة في ظل التطورات الجيوسياسية، وسيطرح التحديات في ضوء الوضع المتردي والمتقلّب في المنطقة، وتراجع أسعار النفط». وشدد رئيس «ملتقى الحوار الوطني» فؤاد مخزومي، على ضرورة «العمل سوياً لإعطاء شبابنا الأمل»، وقال «بات الشباب مستقيلين من دورهم في البلد، لأنهم لا يرون أملاً في التغيير». وقال نظريان «كنا نأمل أن يكون اليوم مناسبة للإعلان عن تمرير المرسومين العالقين في مجلس الوزراء للمضي قدماً في عملية استكمال دورة التراخيص الأولى التي أطلقتها الوزارة عام 2013». وشدد على أن لبنان «ملتزم تعزيز هذا القطاع، وأقر كل الأطر التشريعية الضريبية والقانونية لتأمين مستوى من المحاسبة والشفافية». ورأى أن قطاع النفط والغاز «هو فرصة لا مثيل لها لتعزيز الاقتصاد الوطني، والاستفادة من هذه الموارد على المدى الطويل في شكل مستدام بهدف تصدير الغاز إلى الدول المحيطة، وتأمين مصادر للطاقة الكهربائية وخفض كلفتها، فضلاً عن تعزيز الإنتاجية وتحقيق إيرادات إضافية». واعتبر أن ذلك «سيشكل فرصة لتطوير النظام الاقتصادي وخلق فرص عمل للشباب اللبناني في شركات صغيرة ومتوسطة، فضلاً عن تأمين توزيع للثروات». وتحدث هوكستين، عن ثورة الطاقة في العالم وتلك المتجددة والاستثمار فيها. وتطرّق إلى الاكتشافات في منطقة شرق المتوسط، مشدداً على «وجود فرصة كبيرة في لبنان يجب انتهازها، وما علينا القيام به في ضوء تراجع الأسعار إلى ما بين 45 و50 دولاراً للبرميل». وقال «لا أعرف إذا كان هذا السعر يستقطب الشركات للاستثمار، لكن جذبها يحتاج بنية تحتية محدّثة وأسواقاً». لذا شدد على ضرورة «العمل في شكل حثيث لاستقطاب الاستثمارات والعودة إلى الوضع الذي كان قبل عام 2012». وخلُص هوكستين إلى أنه «متفائل بمستقبل لبنان، وهو يملك القدرات والعبقرية وروح الريادة، ولديه شباب متعلّم وتاريخ ورجال أعمال، لذا لا يوجد سبب يحول دون قيامه بالتعويل على التكنولوجيا الجديدة والاستثمارات الجديدة». ورأى أن لبنان «سينفتح على السوق الأوروبية القريبة منه، التي تعول على مزود ومورد واحد للغاز، وهي تحاول الحصول على مصادر طاقة جديدة وبديلة، ويمكن أن تقيم منطقة المتوسط وبحر القوقاز رابطاً عضوياً بين الاقتصاد اللبناني ورجال الأعمال اللبنانيين والأسواق الأوروبية، من هنا يأتي تفاؤلي بلبنان ومستقبله وإيماني بقدراته».