أعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس، تعليق مشاورات السلام في الكويت لحضور جلسة مغلقة لمجلس الأمن. وقال في بيان صحافي إنه سيشارك في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي ليلاً «لإحاطة أعضائه بسير مشاورات السلام وتصوره للمرحلة المقبلة». وعلى رغم الصورة السلبية التي يعكسها الفرقاء عن مجرى المشاورات التي انطلقت قبل خمسة أسابيع، قال ولد الشيخ أحمد: «نحن اليوم نقترب من التوصل إلى رؤية عامة تضم تصور الطرفين للمرحلة المقبلة فيما نعمل الآن على تذليل العقبات الموجودة والتطرق إلى التفاصيل العملية لآلية التنفيذ، ما يجعل الجلسات أكثر حساسية ويجعلنا أقرب إلى انفراج شامل». وتابع أنه أجرى أمس اتصالات تضمنت جلستين مع الوفد الحكومي شارك فيها خبراء عسكريون، كما أطلع سفراء الدول ال18 الراعية للمشاورات على آخر مستجدات الملف اليمني. وأضاف أنه تم خلال الجلسة التي حضرها الخبراء، مناقشة الجوانب العسكرية والأمنية للصراع، بما فيها تلك المتعلقة بآليات الانسحاب وتجميع القوات وترابط الشق السياسي بالإطار الأمني مع درس معمق لكيفية تسلسل الأحداث في المرحلة المقبلة. وكان وفد الحوثيين أعلن الثلثاء تعليق مشاركته في «لجنة التهدئة والتواصل» المكلفة متابعة أعمال لجان تثبيت وقف إطلاق النار المحلية في المحافظات احتجاجاً على بعض التفاصيل، لكن المبعوث الأممي استمر في التعبير إيجاباً عن سير المشاورات وعن «بوادر انفراج». وعلى رغم جلوس الطرفين إلى طاولة واحدة، إلا أن هوة عميقة لا تزال تفصل بينهما، خصوصاً حول قرار مجلس الأمن 2216 الصادر العام الماضي، وينص على انسحاب الحوثيين من المدن التي سيطروا عليها منذ العام 2014، وتسليم الأسلحة الثقيلة. ويرغب الوفد الحوثي وعلي عبدالله صالح في تشكيل حكومة انتقالية توافقية للبحث في تنفيذ القرار، بينما يشدد الوفد الرسمي على أن حكومة هادي هي التي تمثل الشرعية. وأوضح المبعوث الدولي أنه اقترح تشكيل «حكومة خلاص وطنية» لتجاوز الخلاف حول هذه النقطة. وأضاف أن الحكومة المقترحة «سيتم تشكيلها على أساس توافقي وجامع ووفق المرجعيات القانونية، وستحل مكان الحكومة الحالية فقط عندما لا تصبح صنعاء ومؤسسات الدولة بيد أطراف غير تابعين للدولة». وحذر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام من أن فريقه قد يشكل حكومة في صنعاء في حال لم يتم التوصل الى حل عادل في مشاورات الكويت. في غضون ذلك تواصلت خروق الهدنة في جبهات مأربوالجوف وتعز، وأكدت مصادر الجيش الوطني الموالي للحكومة والمقاومة الشعبية مقتل وجرح عشرات الحوثيين في معارك مستمرة في مديريتي المصلوب والغيل في محافظة الجوف إضافة إلى أسر 25 آخرين بينهم قادة ميدانيون. وفي حين أكدت مصادر المقاومة والجيش في محافظة تعز، مقتل مدنيين وإصابة العشرات جراء القصف الحوثي المستمر على الأحياء السكنية ومواقع المقاومة والجيش في الجبهتين الغربية والشرقية، أفادت المصادر بتدخل طيران التحالف في جبهتي مأربوالجوف ونهم إلى جانب القوات الحكومية رداً على خروق المتمردين. وفي محافظة لحج، أفادت مصادر ميدانية بأن طيران التحالف شن سلسلة غارات على مواقع لتنظيم «القاعدة» في محيط مدينة الحوطة عاصمة المحافظة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير مخازن أسلحة تابعة للتنظيم.