العملية الانتخابية في محافظة النبطية وبلداتها وقضاء مرجعيون، انطلقت في شكل هادئ ومستقر وسط إجراءات ينفذها الجيش وقوى الأمن حول مراكز الاقتراع. ولم تحل الانتخابات في هذه المناطق التي تحظى بنفوذ كبير للتحالف الثنائي الشيعي بين «أمل» و «حزب الله» دون حصول معارك بين لوائح «الوفاء والتنمية» المدعومة منهما، ولو غير متكافئة مع مرشحين من الشيوعي ويساريين في بعض البلدات وخصوصاً في النبطية. وكانت أم المعارك في بلدة كفررمان، المعروفة ب «كفر موسكو» معقل الحزب الشيوعي الذي خاض مواجهة شرسة، مع لائحة «التنمية والوفاء» المدعومة من «حزب الله»، برئاسة ياسر علي أحمد، مقابل لائحة كفررمان الغد، المدعومة من الشيوعي واليسار الديموقراطي، بعدما استحضرت كل انواع التعبئة الشعبية. وشهدت البلدة اقبالاً كثيفاً على صناديق الاقتراع، بسبب عمل الماكينات الانتخابية الناشطة. وأكد الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب الذي حضر الى كفررمان للاطلاع على سير الانتخابات أن «المعركة هي من أجل التغيير الديموقراطي بعيداً من كل الضغوط». وقال: «نعم للتغيير في وجه الثنائيات المذهبية والطائفية وفي وجه الفساد». اما في النبطية الفوقا فشهدت البلدة منافسة حامية بين لائحة «الوفاء والتنمية» وثمانية مرشحين مستقلين تبادلوا الأصوات في ما بينهم في محاولة لخرق اللائحة الرئيسية. وسجلت بلدات في قضاء الزهراني اضافة الى أنصار والدوير نسب اقتراع مرتفعة غير مسبوقة قاربت ال 50 في المئة وبعضها تجاوزها. وفي بنت جبيل (قضاء مرجعيون) لم تفقد المعركة وهجها على رغم تحالف «امل - حزب الله»، حيث اختار مرشحون مستقلون وشيوعيون الوقوف في وجه الثنائي الشيعي. وقال النائب حسن فضل الله الذي أدلى بصوته في عيناتا «نحن في الجنوب اليوم ليست لدينا في غالبية المدن والقرى معارك انتخابية، هناك تنافس محلي بين الاهل والاصدقاء، قد تكون هناك ملاحظات واعتراضات لكن كلها تحت السقف السياسي الواحد، لأن هوية الجنوب مقاومة». اما ميس الجبل وحولا فشهدتا فترة بعد الظهر ارتفاعاً ملحوظاً في الاقتراع وفق ما اشارت الماكينات الانتخابية فيها في ظل وصول أعداد ناخبة خاصة من بيروت للإدلاء بأصواتهم. وفي بلدة الخيام (المجلس البلدي 21 عضواً) شهدت منافسة وتجييش سواء للائحة الحزب والحركة، ولائحة المستقلين وايضاً للمرشحين المستقلين. وسجل حضور كثيف امام مراكز الاقتراع وسط اجواء هادئة. وأعلنت اللجنة الانتخابية في «حزب الله» عن «سحب مرشحيها في بلدات تبنين وحاريص وزبقين، تاركة الخيار للعائلات باختيار مرشحيهم في هذه البلدات». حاصبيا والعرقوب الى ذلك، بكر أهالي منطقتي حاصبيا والعرقوب في التوجه صباح أمس، إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في المجالس البلدية والاختيارية. وشهدت أقلام الاقتراع بعد الظهر كثافة ناخبين في ظل أجواء هادئة. وفي مدينة حاصبيا مركز القضاء بدت المنافسة على أشدها بين لائحتين الأولى مكتملة وهي مدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي بمواجهة اللائحة الثانية التي تضم 10 مرشحين مستقلين من أصل 15 وهي مدعومة من الحزبين الديمقراطي اللبناني والسوري القومي الاجتماعي اللذين قالا إنهما سحبا مرشحيهما قبل يومين. وفي منطقة العرقوب، ذات الغالبية السنية، شهدت بلدة شبعا التي يصل عدد سكانها إلى حدود ال40 ألف نسمة أم المعارك بين لائحتين الأولى مدعومة من العائلات و»المستقبل» وهي برئاسة الرئيس الحالي للبلدية محمد صعب والثانية يرأسها العميد المتقاعد عدنان الخطيب، وتميزت الانتخابات في شبعا باصطفاف عائلي، وقد انسحب المشهد الانتخابي في شبعا أيضاً على قرى وبلدات كفرشوبا حيث المنافسة بين لوائح مدعومة من «المستقبل» وأخرى من «سرايا المقاومة» المدعومة من «حزب الله». أما في بلدة راشيا الفخار، البلدة المسيحية في العرقوب، مسقط رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، فالمنافسة دارت بين لائحتين، إحداها مدعومة منه والثانية من العائلات والمستقلين. صور... والبازورية و في مدينة صور انطلقت العملية الانتخابية في أجواء هادئة وسط تنافس بارد إذ بدا المشهد استنساخاً للانتخابات البلدية السابقة ترشحاً وانتخاباً بين لائحة حركة «أمل» و»حزب الله» ولوائح غير مكتملة أراد من يدعمها إثبات وجوده لمنع الثنائي من الفوز بالتزكية. وفيما وزّعت اللوائح الحزبية المطبوعة على الناخبين، ظهرت في شكل موازٍ لوائح ملغومة فيما سجل قيام بعض أعضاء اللوائح الكبيرة بتوزيع أسمائهم في شكل منفرد لضمان النسبة الأعلى من التصويت وتخوفاً من الخروق. وشهدت بلدة البازورية مسقط الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله تنافساً بين لائحة مدعومة من «حزب الله» وحركة «أمل» ولائحة غير مكتملة يدعمها ناصر كاظم الخليل والحزب الشيوعي ويساريون ونشطاء في المجتمع المدني. ورأى وزير الدولة لشؤون المجلس النيابي محمد فنيش، بعد إدلائه بصوته في بلدته معروب، أن «التحالف بين حركة أمل وحزب الله في الانتخابات البلدية هو على قاعدة حماية الوطن وحفظ نهج المقاومة». وقال: «لا نرى أن هناك خصومات ومعارك وصراعات مثل بعض المناطق التي كان فيها تنافس لتحديد أحجام سياسية أو لغلبة خط سياسي على آخر، ففي الجنوب ومن خلال هذا التحالف، إن التنافس هو تحت هذا السقف السياسي».