على وقع صدى دوي انفجارات المناورات الإسرائيلية التي انطلقت أمس، شهدت المناطق المحاذية للحدود انتخابات بلدية هادئة. ولم يأبه السكان كثيراً بما يجري على الجبهة المقابلة. وبكر المواطنون الى صناديق الاقتراع وإن بنسب متفاوتة حيث أجريت العملية الانتخابية متزامنة مع المناورات بصورة طبيعية، فشوهدت المواكب تجوب القرى الأمامية فيما كانت الأناشيد والموسيقى تصدح من على بعد أمتار من بوابة فاطمة المشرفة على مستعمرة المطلة الإسرائيلية احتفالاً بذكرى التحرير. لكن في الشأن الانتخابي لم تمنع لوائح «التنمية والوفاء» التي شكلتها حركة «أمل» و «حزب الله» في ائتلاف ثنائي وأخرى بالتحالف مع قوى يسارية وتيارات وأحزاب مختلفة الكثير من البلدات والقرى بتنوعها المسلم والمسيحي في محافظة النبطية وقضاءي مرجعيون وبنت جبيل من خوض معارك بلوائح مكتملة وغير مكتملة ومستقلين بعد فشل الوصول الى لوائح توافقية دخلت فيها العائلات بعضها ضد بعض وقوى سياسية وأحزاب مقابل عائلات. فيما شهدت بلدات أخرى منافسة إثبات وجود من جانب الحزب الشيوعي حيناً والقوى اليسارية أحياناً ضد التحالف الشيعي. وإن اختلف المشهد بينهم في مواقع أخرى إذ أن المتنافسين تآلفوا في لائحة واحدة. وكان للطابع السياسي معركته وحصره حيث يمكن الفوز من دون أي خرق. فيما كانت تشكل لوائح ائتلافية مع الأحزاب والتيارات الموجودة كأمر واقع في أماكن أخرى. لكن وعلى رغم إصرار الكثير من المرشحين على الطابع الإنمائي للمعركة وعدم تسلل السياسة الى ساحتها أشارت الوقائع على الأرض الى مواجهات بلون سياسي إذ أن معظم الأحزاب والتيارات السياسية موجودة في الكثير منها وخاضت معظم هذه القرى معاركها بخلفية سياسية. ففي مدينة النبطية حيث دارت المنافسة بين عدد من المرشحين المستقلين والقوى اليسارية في مواجهة لائحة مكتملة، طغى على الجو الانتخابي طابع الاسترخاء إذ أن نسبة المقترعين كانت قليلة وغير متكافئة ما دعا رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد بعد الاقتراع فيها الى وصف عملية الانتخاب بالسياحة الانتخابية. وتأخذ القوى والشخصيات اليسارية في النبطية على أن بعض أسماء لائحة التنمية لا يتمتع بالحد الأدنى من المواصفات الجديرة بالمدينة التي تزخر بالكثير من الشخصيات المشهود لها. ويقول المرشح المستقل علي شكر: «نحن نعرف أننا سنخسر لكن انتصارنا الوحيد هو أننا فرضنا انتخابات لا تزكية». وفي قضاء مرجعيون خاضت الانتخابات 17 بلدة وقرية من أصل 26 بعدما فازت 9 منها بالتزكية أبرزها الخيام (21 عضواً) وميس الجبل (18 عضواً). وشهدت جديدة مرجعيون وهي مركز القضاء أجواء تنافسية غلب عليها الطابع العائلي بعيداً من التأثيرات الحزبية إذ أجريت الانتخابات بين لائحتين واحدة مكتملة وتحمل اسم «لائحة مرجعيون للجميع» برئاسة رجل الأعمال أمل الحوراني المدعوم من العائلات و «لائحة الكرامة» برئاسة ميشال جبارة وهي غير مكتملة وعدد من المرشحين المنفردين بينهم سيدتان. ومرجعيون ذات أكثرية أرثوذكسية والبقية موزعة على الكاثوليك والبروتستانت والمسلمين المعروفين بالحيادرة، وانسحبت صورة الانتخابات في مرجعيون على بلدة القليعة الحدودية، ودير ميماس التي فشل فيها التوافق بين الشيوعيين والقوميين و «التيار الوطني الحر» والمستقلين والعائلات فقد خاضت الانتخابات بلائحتين مكتملتين، الأولى برئاسة رئيس البلدية كامل مرقص وتضم عدداً من المنتمين الى الحزب الشيوعي مقابل لائحة يرأسها وليد الحاصباني وتشمل مزيجاً من قوى سياسية ذات توجهات متباعدة. أما قرى حولا والطيبة وأنصار فقد شهدت تنافساً قوياً، فخاضت لائحة «أنصار للجميع» وهي غير مكتملة ومدعومة من الحزب الشيوعي وتضم خمسة مرشحين الانتخابات مقابل اللائحة الاخرى. وانسحب هذا المشهد على حولا والطيبة حيث كان الإقبال كثيفاً تخللته عمليات تشطيب، وكانت المعركة الأبرز في كفرمان حيث المنافسة شديدة بين «لائحة التنمية والوفاء» المدعومة من النائب عبداللطيف الزين ونادي النهضة والناصريين. و«لائحة كفررمان للجميع» مدعومة من الشيوعي الذي يحظى بحضور فاعل في البلدة، إضافة الى العائلات واليسار الديموقراطي الذي أحجم عن المشاركة في المجلس البلدي لكنه شارك في الاقتراع. ويجمع مسؤولون في كفررمان على أن الشيوعيين يمثلون خمس أصوات الناخبين لكن ومع صعوبة حصول أي خرق للائحة المقابلة فإن الشيوعيين أكدوا انهم خاضوا المعركة رفضاً لإسقاط إرادتهم وإلغاء بقية الأحزاب والعائلات.