عاد اسم القائد السابق لجهاز الاستخبارات الجزائري محمد مدين الشهير ب الجنرال «توفيق»، إلى دائرة السجال بين أجنحة السلطة، اذ أعاد رئيس حزب الغالبية عمار سعداني، طرح اسم المسؤول العسكري السابق كمحرك قوي لمجرى الرئاسيات المقبلة في البلاد. وهاجم سعداني قائد الاستخبارات السابق واتهمه بالتحضير للرئاسيات من وراء رجل الأعمال يسعد ربراب الذي تعترض الحكومة عبر القضاء على شرائه أكبر مجمع إعلامي خاص. ونقل سعداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، النقاش حول بيع مجمع «الخبر» الإعلامي لرجل الأعمال ربراب، إلى مستوى سياسي، على رغم نفي وزارة الاتصال الخلفية السياسية للقضية التي رفعتها في القضاء لوقف عملية انتقال ملكية المجمع لرجل الأعمال، الأغنى في الجزائر. وشن سعداني «هجوماً شاملاً»، على عدد من العسكريين السابقين وسياسيين، شمل الفريق المتقاعد توفيق ورجل الأعمال ربراب وزعيمة حزب العمال لويزة حنون وصحفاً وصحافيين ذكرهم بالاسم. وكان سعداني قاد الهجمات التي تعرض لها «توفيق» قبل إنهاء مهامه في أيلول (سبتمبر) 2015. وبات خطاب الأمين العام للجبهة مؤشراً إلى توجهات مركز القرار في السلطة. وقال سعداني إن «ما يحدث من حراك في الجزائر على الساحة السياسية والإعلامية هدفه التحضير لرئاسيات نيسان (أبريل) 2019. واعتبر أن المسؤول عن هذا الحراك هو «الأخطبوط الجنرال توفيق»، وشدد على أن عهد صناعة الرؤساء انتهى، في إشارة إلى توفيق المتهم بتزوير الانتخابات لاختيار رؤساء البلاد. وقال سعداني إن «الأخطبوط المبتور الذراع (توفيق) هو الذي يريد شراء مجمّع الخبر الإعلامي، لذلك يحرك يسعد ربرارب الذي ينفذ أجندة فقط». ورأى أن «تحالف توفيق وربراب فاشل». ومنذ نهاية الشهر الماضي، تتفاعل حساسيات سياسية مع صراع وزارة الاتصال ضد مجمع «الخبر». ويبت القضاء الأربعاء المقبل في طعن الوزارة في شرعية الصفقة، فيما تحولت هذه القضية تدريجياً إلى محور السجال الأول في البلاد. وحمل خطاب سعداني تحذيراً لرجل الأعمال يسعد ربراب قائلاً: «إذا اختلط المال بالسياسة فسد المال، وإذا اختلطت السياسة بالمال فسدت السياسة، وما على ربراب إلا أن يختار بينها وإلا ذهبت الأموال». وتقول مصادر مطلعة على ما يجري من خصومة داخل أجنحة السلطة، أن تحرك الأخيرة في هذا الاتجاه، قد يعني محاولة إغلاق الطريق أمام أحمد أويحيى، مدير ديوان الرئاسة من الترشح للاستحقاق المقبل. ويقود هذا التطور إلى معرفة طبيعة الخلافات والتحالفات أيضاً داخل أجنحة السلطة، بوجود أحمد أويحيى، كمرشح محتمل لكنه من خارج الدائرة المتنفذة، في انتظار أن تكشف هذه الأخيرة وتشكل محور الرئاسة وقيادة الأركان عن مرشحها. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن الجيش قتل ستة إرهابيين مسلحين في منطقة البويرة، في عملية عسكرية، بدأت قبل خمسة أيام في هذه المنطقة الجبلية الواقعة على بعد 120 كلم جنوب شرقي العاصمة. وبحسب بيان لوزارة الدفاع، فإنه سبق أن قتل اثنين من المسلحين في العملية نفسها التي تجري في غابة الريش وهي أحد معاقل «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وزعيمه عبد المالك دروكدال المشهور ب»أبو مصعب عبد الودود». وكشفت الوزارة عن أسماء المسلحين، مشيرة إلى أنه بذلك «ارتفعت حصيلة هذه العملية النوعية منذ بدئها يوم 17 ايار (مايو) إلى 8 قتلى بين المسلحين وإلقاء القبض على آخر». وسبق أن أعلن الجيش في 11 الجاري، عن قتل سبعة «إرهابيين» في منطقة الأخضرية الواقعة في إقليم ولاية البويرة، بينما وصل إلى 47، عدد المسلحين الذين قتلهم الجيش منذ بداية آذار (مارس) الماضي.