يبدو أن الخلافات القائمة بين المجالس البلدية وأمانات المناطق بلغت ذروتها، إذ اتخذ المجلس البلدي في جدة قراراً بمحاسبة موظفي الأمانة، الذين يتجاهلون بلاغات المواطنين، كاشفاً عن أن «بلدي جدة» تلقى مخاطبات كثيرة من المواطنين تفيد بعدم تفاعل الأمانة مع شكاواهم. وأكد رئيس المجلس البلدي في جدة المهندس عبدالمجيد البطاطي ل«الحياة» أن المجلس اتخذ قراراً بمحاسبة موظف الأمانة الذي يتجاهل بلاغ المواطنين، وقال: «هنالك آليات للمحاسبة والانضباط يعمل عليها المجلس البلدي في جدة، ومن أهمها إصداره قرار محاسبة موظف البلدية الذي يعلق بلاغات الموطنين من دون التعامل معها ومتابعتها ميدانياً وحل الإشكال الوارد في البلاغ»، لافتاً إلى أن القرار جاء بناء على تلقى المجلس البلدي شكاوى كثيرة من المواطنين تفيد بعدم تفاعل أمانة جدة مع بلاغاتهم وإغلاقها من دون التعامل معها. وشدد على أن «المجلس البلدي» هو صوت المواطن، وقال: نأمل مع مرور الوقت بأن تتفهم الأمانة طبيعة عمل المجلس وتبدأ فعلياً في تطبيق قراراته وتفعيلها». وعلى رغم لغة «المحاسبة» إلا أن البطاطي أشار إلى أن «المجلس» يسعى إلى خلق روح التعاون مع أمانة محافظة جدة، مستدركاً: «نحن في المجلس يمكن أن نستخدم الأدوات والصلاحيات الممنوحة لنا بهدف دفع الأمانة إلى تطبيق القرارات وتنفيذها وهذا يتطلب وقتاً». وأشار البطابطي إلى أن الاجتماع الأول مع مواطنين ومواطنات محافظة جدة شهد العديد من الشكاوى والمطالبات بتفعيل الخدمات، وزاد: «سيتم تدوين جميع شكاوى وملاحظات المواطنين في محضر متكامل وخاص بالجلسة ورفعة إلى أمانة جدة، إذ يحوى جميع متطلبات المدينة، التي سيتم متابعة تنفيذها من المجلس في ما بعد». وأوضح أن المجلس أصدر 66 قراراً، بمعدل 9٫5 قرار في جلسات المجلس البالغ عددها سبع جلسات، منها ثلاثة قرارات خدمية تصدر في كل جلسة، وأضاف: «إن عدد الجلسات الرسمية للمجلس ست جلسات، إضافة إلى جلسة استثنائية عقدت خصيصاً لمناقشة مردم النفايات في المدينة وصدر فيها عدد من القرارات، من أهمها إغلاق المردم القديم بطريقة صحية لا توثر في سكان جدة». وأشار إلى أن من أبرز القرارات التي اتخذها المجلس ما يخص إزالة المخالفات من خليج سلمان، إضافة إلى إزالة حاويات النفايات من الطرق، التي تشكل ضرراً على سلامة المواطنين، وانضباط عمال النظافة وآلية عملهم وتوجيهم بالشكل الصحيح. وعاد البطاطي ليؤكد أن المجلس البلدي يعمل على دعم أمانة جدة في تطبيق جميع القرارات التي تهدف إلى تطوير المدينة وتحسين الخدمات فيها. من جهة أخرى، عاد عضو المجلس البلدي الدكتورة لما السليمان إلى حضور جلسات المجلس، التي خصصت يوم أمس في مقر المجلس البلدي ببيت البلد لمواطنين جدة، وذلك بعد استقالتها من عضوية المجلس قبل شهرين، وجاءت عودة السليمان إلى حضور الجلسة المفتوحة بصفتها مواطنة مع الكثير من سيدات المجتمع الجداوي، إضافة إلى عضو المجلس رشا حفظي، كما شهد الجانب الرجالي حضوراً كثيفاً، ولا سيما أنها الجلسة الأولى التي يجتمع فيها مواطنو جدة مع أعضاء مجلسهم البلدي بعد مرور خمسة أشهر من بدء أعماله في الدورة الثالثة الحالية.