ألقى التحالف الدولي بقيادة أميركا للمرة الأولى مناشير طلب خلالها من سكان مدينة الرقة معقل «داعش» مغادرتها وسط استمرار المعارك بين قوات النظام والتنظيم في دير الزور المجاورة، في وقت واصل الطيران السوري إلقاء «براميل متفجرة» على مناطق مختلفة من البلاد وسط استمرار المعارك في الغوطة الشرقيةلدمشق بعد تقدم قوات النظام فيها وسيطرتها على عشر قرى أول أمس. وقال «أبو محمد»، أحد مؤسسي حملة «الرقة تذبح بصمت»، لوكالة فرانس برس عبر الإنترنت: «ليست المرة الأولى التي تلقي فيها طائرات التحالف مناشير فوق الرقة، ولكنها المرة الأولى التي تتوجه فيها إلى السكان وتطلب منهم المغادرة». وكانت المناشير الأخرى، وفق أبو محمد، تتوجه إلى عناصر «داعش» بالقول: «اقترب موعدكم، واقتربت نهايتكم». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنها «المرة الأولى التي ينصح فيها السكان بمغادرة المدينة»، مرجحاً أن تكون «تلك المناشير مجرد جزء من الحرب الإعلامية ضد تنظيم داعش». لكنه تحدّث عن «معلومات متداولة منذ فترة عن تحضير الأكراد لحملة ضد تنظيم «داعش» في الرقة بدعم من التحالف الدولي»، مستبعداً حصول الهجوم على الفور «كون الرقة تحتاج الى التخطيط لمعركة ضخمة وأعداد كبيرة من المقاتلين وحاضنة شعبية». ونشرت حملة «الرقة تذبح بصمت» على حسابها على موقعي «تويتر» و»فايسبوك» صوراً للمنشور وهو عبارة عن رسم أظهر ثلاثة رجال وامرأة وطفلاً وهم يركضون ابتعاداً عن لافتة كتب عليها «داعش - ولاية الرقة - نقطة تفتيش»، ومن خلفهم يظهر مبنى مدمر وحولهم جثث للجهاديين. وكتب على المنشور «حان الوقت الذي طالما انتظرتموه، آن الآوان لمغادرة الرقة». وتنشط مجموعة «الرقة تذبح بصمت» سراً منذ نيسان (أبريل) 2014 في الرقة حيث تعمل على توثيق انتهاكات التنظيم بعدما باتت المدينة محظورة على الصحافيين إثر عمليات خطف وذبح طاولت عدداً منهم. ورأى أبو محمد، وهو ناشط يقدم نفسه باسم مستعار ويعمل سراً كما الناشطين الآخرين في الحملة، ان السبب خلف تلك المناشير الجديدة يعود الى «تواجد داعش بين المدنيين واتخاذهم كدرع بشرية»، مضيفاً «في السابق كانت لداعش مقرات واضحة. ومنذ بدء الحملة الجوية ضدهم، باتوا يلجأون إلى الاختباء بين المدنيين». ووثّق «المرصد السوري: مقتل حوالى 408 مدنيين في قصف للتحالف الدولي منذ بدء غاراته الجوية ضد تنظيم «داعش» في سورية في ايلول (سبتمبر) 2014. في واشنطن، قالت قوة المهمات المشتركة في بيان الجمعة إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها شنوا 17 ضربة ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية الخميس. وأضاف البيان الذي صدر اليوم الجمعة أن ضربتين في سورية دمرتا مضخة للنفط ومركبتين. وقال البيان إنه تم تنفيذ 15 ضربة في العراق قرب عشر مدن وأصابت وحدات تكتيكية ودمرت عدداً من المواقع القتالية ومناطق تجمع وأنفاق وحوالى 30 منصة لإطلاق الصواريخ ضمن أهداف أخرى. وكان التحالف سعى الى عزل الرقة شرق سورية عن الموصل غرب العراق. في دير الزور المجاورة للرقة، قال «المرصد» ان ضابطاً من قوات النظام برتبة عميد ركن «قتل نتيجة إصابته في اشتباكات مع عناصر تنظيم «داعش» في جبال الثردة القريبة من مطار دير الزور العسكري، فيما تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر التنظيم من طرف آخر، في منطقة البانوراما في جنوب مدينة دير الزور، بالتزامن مع قصف الطائرات الحربية مناطق الاشتباكات ومواقع للتنظيم في محيط المنطقة، كما قصف الطيران الحربي مناطق في أحياء الحويقة والحميدية والصناعة في مدينة دير الزور، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، ومعلومات أولية عن شهداء في حي الحميدية». في وسط سورية، تعرضت مناطق في حقل شاعر في ريف حمص الشرقي ومحيطه، لقصف من قوات النظام بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط الحقل وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوفهما، في وقت أفاد «المرصد» بجرح عدد من المدنيين « نتيجة إصابتهم في قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في قرية طلف بالريف الجنوبي لحماة، كما استهدفت قوات النظام أماكن في منطقة خربة الناقوس بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. واستهدفت الطائرات الحربية بمزيد من الضربات الجوية مناطق في أطراف قرية حربنفسه وأماكن في قرية الزارة بأقصى الريف الجنوبي لحماة، بالتزامن مع معارك عنيفة بين عناصر قوات النظام المدعمين بمسلحين موالين لهم من جانب، ومقاتلي جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية وفصائل مقاتلة وإسلامية أخرى في محيط وأطراف قرية الزارة، في محاولة جديدة من قوات النظام لاستعادة السيطرة على القرية». في الشمال، ألقت مروحيات النظام ستة «براميل متفجرة على الأقل على مناطق في بلدة خان طومان وأماكن في منطقة العيس بالريف الجنوبي لحلب، كما تعرضت مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي لقصف من قوات النظام»، وفق «المرصد». في الجنوب، ألقت 5 طائرات مروحية ما لا يقل عن 20 برميلاً متفجراً على مزارع محيطة بأوتستراد السلام قرب منطقة خان الشيح بغوطة دمشق الغربية، في وقت استهدفت قوات النظام مناطق في أطراف مدينة داريا جنوب غربي العاصمة بالرشاشات الثقيلة، وفق «المرصد» الذي تحدث عن «استمرار الاشتباكات في أطراف القطاع الجنوبي من غوطة دمشقالشرقية، بين حزب الله اللبناني مدعماً بقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية من طرف آخر، بالتزامن مع تبادل الاستهدافات بينهما». وإذ تعرضت مناطق في أحياء في درعا البلد في مدينة درعا لقصف من قوات النظام، دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «داعش» في أطراف البادية السورية وريف السويداء الشمالي الشرقي و «ترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بينهما، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، وفق «المرصد».