شنّت طائرات النظام السوري عشرات الغارات أمس على مناطق واقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة أو تنظيم «داعش» في أنحاء البلاد، في تصعيد لافت لحملة القصف الجوي، ترافقت مع اشتباكات عنيفة لا سيما في الغوطة الشرقية ومدينة دير الزور ومحيطها في شرق البلاد حيث أفيد بأن «داعش» علّق في ساحات عامة جثث جنود نظاميين قُتلوا خلال مشاركتهم في معارك قرب مطار دير الزور العسكري. وقال ناشطون أن ما لا يقل عن 60 مدنياً قتلوا أمس بغارات للطيران السوري على مدينة حلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات حربية ليس معروفاً لأي جهة تتبع «نفّذت أكثر من 10 ضربات جوية استهدفت أماكن في مناطق البانوراما والفردوس والصناعة ومشفى التوليد والبراد والكهرباء بمدينة الرقة وأطرافها»، مضيفاً أن الغارات «أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى، حيث شوهدت سيارات الإسعاف تتوافد للمناطق التي تعرضت للقصف الجوي، ومعلومات عن شهداء». ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن ناشطين إن طائرات النظام السوري هي التي شنت الغارات العنيفة على الرقة، مضيفة أن 12 غارة قد تم احصاؤها. وفي دير الزور المجاورة، قال المرصد إن «داعش» ذبح شخصاً يرتدي زياً عسكرياً يُزعم أنه «عنصر من قوات النظام» أُسر في المعارك التي يشهدها محيط مطار دير الزور العسكري، موضحاً أن عملية الذبح تمت بسكين عند دوار المصرف الزراعي في مدينة الميادين، «وسط تجمهر عشرات المواطنين بينهم أطفال ومواطنات». وأضاف أن التنظيم علّق جثث 8 أشخاص قال إنهم من قوات النظام وتمكن من سحب جثامينهم خلال معارك المطار. وعلّق التنظيم كل جثتين معاً عند دوار البلعوم ودوار البكرة ودوار النادي ودوار الطيبة في مدينة الميادين الواقعة بالريف الشرقي لدير الزور. وأوضح المرصد أن عنصرين سوريين من «داعش» قُتلا خلال اشتباكات بمحيط مطار دير الزور العسكري، فيما خسر النظام 12 عنصراً على الأقل خلال اشتباكات جبال الثردة القريبة من المطار. في غضون ذلك، قُتل 7 بينهم أفراد من «داعش» - أحدهم «مسؤول الزكاة في القطاع الشمالي لولاية الخير»، نتيجة قصف طائرات حربية يعتقد بأنها تابعة للتحالف الدولي على قرية جديدة عكيدات بريف دير الزور الشرقي. وفي محافظة ريف دمشق، قال المرصد إن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في محيط ضاحية الأسد» قرب حرستا في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع قصف قوات النظام مناطق الاشتباك. وأضاف أنه «ارتفع إلى 17 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في مدينة دوما وأطرافها ومحطيها بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى سقوط المزيد من الجرحى». أما في الغوطة الغربية، فقد سُجّل قيام الطيران المروحي بقصف على مدينة داريا، وقصف مماثل بالبراميل المتفجرة على بلدة خان الشيح بغوطة دمشق الغربية. وقرب الحدود مع لبنان، قال المرصد إن الطيران المروحي ألقى «4 براميل متفجرة على مناطق في مدينة الزبداني» في ظل «استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني وجيش التحرير الفلسطيني من جهة، والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من جهة اخرى في المدينة». وفي محافظة دمشق، اندلعت مواجهات «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في اطراف حي التضامن». وفي محافظة حلب، أفاد المرصد ومواقع معارضة أخرى بأن «الفصائل الإسلامية استهدفت بصاروخ موجه عربة لقوات النظام قرب مزارع الملاح بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى إعطابها، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وأضاف المرصد أن قذائف عدة سقطت على أماكن في منطقة الخالدية بمدينة حلب، من دون معلومات عن خسائر بشرية، علماً أن 38 مواطناً بينهم 18 طفلاً أعمارهم تتراوح بين 3 سنوات و16 سنة قُتلوا قبل يومين نتيجة سقوط قذائف على مناطق سيطرة قوات النظام في أحياء الأكرمية وحلب الجديدة والحمدانية ومناطق أخرى تسيطر عليها قوات النظام في مدينة حلب، وفق ما أشار المرصد. وفي ريف اللاذقية على الساحل السوري، قال المرصد إن النظام فقد ثلاثة من عناصره خلال اشتباكات مع الفصائل المقاتلة والإسلامية في جبال تقع في الريف الشمالي للمحافظة. وفي محافظة إدلب المجاورة، نقل المرصد عن «مصادر متقاطعة» إن «جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) قامت بنشر حواجز لعناصرها مدعمين برشاشات ثقيلة في منطقة معرتحرمة في ريف إدلب الجنوبي» حيث تم «إغلاق كل المحلات التجارية بدعوى القيام بعمل عسكري في المنطقة».