حدد فريق دولي من علماء الفضاء تاريخ تشكل القمر بخمسة وتسعين مليون عام بعد تكون المجموعة الشمسية، بناءً على «تقويم» جديد شرح في تقرير نشر في مجلة «نيتشر» العلمية. ويعتقد العلماء أن النظام الشمسي تكون قبل 4,56 بلايين عام. ووفقاً للنموذج الذي اعتمده العلماء فإن القمر تكون عندما اصطدمت الأرض -الحديثة التكوين آنذاك- بكوكب آخر يوازي حجمه حجم المريخ، واجتمعت البقايا الناجمة عن الاصطدام لتشكل القمر. وأسفر هذا الحدث الكوني أيضاً عن إطلاق المرحلة الأخيرة من تشكل نواة كوكب الأرض. وسبق أن حدد علماء تواريخ مختلفة لنشوء القمر، استناداً إلى تحليل الكربون المشع، وتراوحت التوقعات بين ثلاثين مليون عام بعد نشوء المجموعة الشمسية، و50 مليونا وصولاً إلى مئة مليون. لكن العلماء المشاركين في هذه الدراسة الأخيرة، وهم فرنسيون وألمان وأميركيون، استخدموا منهجاً مختلفاً لتحديد عمر القمر استناداً إلى نموذج محاكاة رقمية والتكوين الكيميائي لسطح الأرض. ولاحظوا وجود «علاقة بين وقت وقوع الاصطدام الذي أدى إلى تشكل القمر، وبين كمية المواد التي سقطت على سطح الأرض إثر ذاك الاصطدام الكبير»، بحسب ما جاء في بيان لمرصد كوت دازور في فرنسا، المشرف على الدراسة. واعتبر العلماء أن هذه العلاقة تشكل «تقويماً حقيقياً يمكن من خلاله تحديد تواريخ الأحداث التي أدت إلى تشكل القمر». وبموجب هذا التقويم، فإن القمر تشكل بعد 95 مليون عام على نشوء المجموعة الشمسية، مع هامش خطأ 32 مليون عام، وهي فرضية تنفي أن يكون القمر تشكل في وقت مبكر من عمر النظام الشمسي. وتؤكد هذه الفرضية ما يعتقده العلماء من أن الأرض هي «الكوكب الذي استغرق أطول وقت ليتشكل بين كل كواكب المجموعة الشمسية»، بحسب ما قال أحد المشرفين على الدراسة إليساندرو موبيديلي.