تستقبل نيويورك قريباً، «أكبر مزاد للنيازك في التاريخ»، حيث تعرض كتل صخرية من كوكب المريخ وأكبر قطعة من القمر للبيع. وطرح أكثر من 125 نيزكاً للمزاد في عملية بيع خاصة، من بينها نيزك حديد يشبه وجهاً منتحباً مثل الذي عثر عليه في صحراء كالهاري في جنوب القارة الأفريقية، إضافة الى شريحة من نيزك «ويلميت» من متحف التاريخ الطبيعي الأميركي، يقدّر أن تباع ب85 ألف دولار، على الأقل. ومن المتوقع أن يباع حجر القمر الذي يبلغ وزنه 1.8 كيلوغرام، بما يزيد عن 340 ألف دولار. وتُسعر النيازك وفقاً لحجمها وندرتها وجمالها وأصلها. ويكون المشترون مستعدين عادة لدفع سعر أكبر لقطع الحجارة أو الحديد التي يعرف أن مصدرها القمر أو كوكب المريخ. وقال داري بيت مستشار النيازك لمزادات «هيرتيج»، إن الصخور القمرية نادرة في شكل خاص، لأنه معروف أنه لا يوجد سوى 61.2 كيلوغرام منها على الأرض. قد تكون الشمس مصدر جزء من المياه المكتشفة على سطح القمر، وتحديداً الرياح الشمسية التي يمكن أن تكون قد حملت ذرات من الهيدروجين إلى سطحه. ويعتقد العلماء عموماً أن المياه وصلت إلى مجموعتنا الشمسية، بما فيها كوكب الأرض، من خلال نيازك أو شهب أتت من مناطق سحيقة في الكون. لكن في حال أُثبت أن الشمس هي مصدر المياه على سطح القمر، فقد تكون ساهمت أيضاً في تشكل جزيئات من المياه تشكلت في أماكن أخرى من النظام الشمسي، بحسب ما يقول يانغ ليو الباحث في جامعة تينيسي الأميركية. فالشمس تبث دفقاً مستمراً من الجسيمات، وهي الظاهرة التي تسمى الرياح الشمسية. وهذه الجسيمات المكونة بشكل أساسي من أيونات الهيدروجين، إضافة إلى الهيليوم والقليل من الأوكسجين، لا يمكنها أن تبلغ سطح الأرض لأنها محمية من غلافها الجوي السميك وحقلها المغناطيسي. لكن القمر ليس لديه غلاف جوي ولا مجال مغناطيسي، ما يجعله عرضة لتلقي هذه الجسيمات باستمرار. ويمكن للهيدروجين الذي يلتصق بسطح القمر، أن يتحول إلى جزيء مياه أو جزيء مشابه يسمى هيدروكسيل، بطريقة ما زالت حتى الآن غير معروفة للعلماء. وقرر الباحث يانغ لي وفريقه العلمي تحليل عينة من الصخور القمرية كان فريق «أبولو» الأميركي جمعها من سطح القمر، وذلك على ضوء الاكتشافات الحديثة لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا» حول وجود كميات مهمة من المياه المجمدة في القطب الجنوبي للقمر. وأظهرت دراسة هذا الفريق التي نشرت في مجلة «نايتشر جيوساينس» البريطانية، أن جزءاً كبيراً من هذه العينات يحتوي على الهيدروكسيل والماء التي تشبه ذرات الهيدروجين فيها تلك الموجودة في الشمس. ويرى معدو الدراسة انه من الممكن أن تحتوي أجرام أخرى في مجموعتنا الشمسية ليس لديها غلاف جوي ومعرضة مباشرة للرياح الشمسية كالقمر، على آثار هيدروكسيل أيضاً. ويعتقدون أن هذا الأمر قد ينطبق على كوكب عطارد وهو الكوكب الأقرب إلى الشمس، والنيزك «فيستا» الذي يدور حول الشمس.