تعهد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس باللجوء إلى خيار «الملاذ الأخير» بإسقاط المساعدات من الجو ونقل المساعدات بالطائرات، إذا لم يتحسن الوضع على صعيد الوصول إلى المناطق المحاصرة في سورية بحلول الأول من الشهر المقبل. ولم يستبعد دي ميستورا تجاهل اعتراضات الحكومة. وأضاف أنه إذا لم يتحسن الوضع من ناحية دخول المساعدات وإعادة تطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية، فإن صدقية الجولة المقبلة من مفاوضات السلام ستكون محل شك. لكن دي ميستورا قال أنه لن يتخلى عن المفاوضات وأنه بانتظار الموعد المناسب. واعتبر رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أنس العبدة أن «الانتقال السياسي وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي هما لب العملية السياسية وهدف عملية التفاوض»، مؤكداً «أننا مع كل إجراءات ممكنة يمكن لها أن تهيئ البيئة المناسبة لاستئناف عملية المفاوضات في جنيف». ونقل «الائتلاف» عن العبدة قوله لقناة «العربية» أن «الانتقال السياسي هو المهمة الأساسية التي عملت عليها الثورة السورية منذ بدايتها منذ أكثر من 5 سنوات، ومن ثَمَّ كل إمكانية وكل احتمال لأن نناقش هذا الموضوع بجدية سوف نقوم به، من أجل حماية شعبنا ومن أجل حقن الدماء». واستبعد العبدة أن يبدأ الحكم الانتقالي في سورية بداية آب (اغسطس) المقبل، كما صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري من فيينا «لانعدام أي مقدمات إيجابية قد تفضي لهذه النتيجة»، معتبراً الأمر «محاولةً لبث الأمل أكثر منها محاولة حقيقية من أجل الوصول إلى انتقال سياسي حقيقي». وأضاف العبدة: «نحن لا نرى أي شيء إيجابي بما يتعلق بالملفات الإنسانية، فمنذ أن صدر قرار مجلس الأمن 2245، حدد ما هي المناطق المحاصرة، ولكن حتى الآن ومنذ بداية الهدنة من أكثر من 8 أسابيع لم يتم رفع الحصار عن أي منطقة محاصرة على الإطلاق ولا منطقة واحدة ارتفع عنها الحصار». وتساءل: «إذا كان الروس والمجتمع الدولي غير قادرين على إجبار نظام الأسد كي يسمح بمرور بعض المساعدات الإنسانية لأهلنا المحاصرين كما حدث في داريا منذ أيام، فكيف يمكن لنا أن نتوقع أن هذا المجتمع الدولي قادر على إحداث انتقال سياسي؟ والذي يعتبر أصعب وأعقد من ذلك بكثير وله علاقة بكامل سورية، وليس بمنطقة محاصرة مثل داريا وغيرها».