طلبت الحكومة اليمنية ضمانات دولية لإجبار الميليشيات على التزام الهدنة، فيما شن الحوثيون هجوماً على جبهة باب المندب وفي غرب تعز وشرقها. وتكثّفت في الكويت أمس جهود لإخراج مشاورات السلام اليمنية من الجمود، بعد توقُّف وفد الحكومة عن حضور الجلسات المشتركة بداية هذا الأسبوع، احتجاجاً على انتهاك الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح الهدنة، بهجومهم على لواء «العمالقة» في عمران شمال اليمن. ووصل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني إلى الكويت ليل الإثنين، والتقى وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد ومبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وجاء في بيان للمنظمة الدولية فجر أمس، أن لقاءً ثلاثياً بين الخالد والزياني وولد الشيخ أحمد تناول وضع المشاورات، و شهِدَ «تجديد موقف دول مجلس التعاون الداعم لجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة من أجل إنجاح مشاورات السلام اليمنية». وقال ولد الشيخ أحمد إنه التقى مجدداً الوفود الثلاثة والأمين العام للمجلس، و «يعوّل على دعمه المعهود لجهود الأممالمتحدة وعلى خبرته الطويلة في التعامل مع الملف اليمني». وعلى رغم تعليق الجلسات المشتركة، قال ولد الشيخ أحمد إنه تلقى تأكيدات من وفد الحكومة اليمنية وقيادات وفدي «أنصار الله» (الحوثيين) والمؤتمر الشعبي العام (علي صالح) بالعمل من أجل «حل المسائل العالقة من دون عقد جلسات مشتركة بين الوفود». في غضون ذلك، اتهمت القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني الموالي للحكومة اليمنية مسلحي الحوثيين وقوات علي صالح بتصعيد خروق وقف النار في جبهات تعز وباب المندب وكرش والجوف ونهم ومأرب وشبوة، مؤكدة امتلاكها حق الرد والتصدّي لهجمات المليشيات. وقالت مصادر مطّلعة ل «الحياة»، إن الزياني التقى في الكويت وفد الحكومة اليمنية وبحث معه أسباب تعليق مشاركته في المشاورات. وأكد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي في تصريحات صحافية، أن الوفد الحكومي باقٍ في الكويت لإنجاح عملية السلام، ولن ينسحب من المشاورات. وزاد أنه مستمر في عقد لقاءات مكثّفة مع المبعوث الأممي وسفراء الدول ال18 وسفراء دول الخليج. وأضاف المخلافي أن الحكومة حريصة على تحقيق سلام دائم وشامل، من خلال بحث كل القضايا المطروحة على طاولة المشاورات وفقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 2216 والقضايا الرئيسة المحددة من قبل الأممالمتحدة، انطلاقاً من انسحاب الميليشيات من المدن وتسليمها السلاح وإعادة مؤسسات الدولة والخروج من المعسكرات. وشدد على ضرورة الحصول على ضمانات دولية لإجبار الميليشيات على احترام الهدنة وتنفيذ التزاماتها قبل العودة إلى المشاورات المباشرة. إلى ذلك، أكدت فرق الرصد الميداني التابعة للمقاومة أنها سجلت 86 خرقاً من جانب ميليشيا الحوثيين وقوات علي صالح بين صباح الإثنين وصباح أمس، استخدمت خلالها القصف المدفعي والصاروخي. كما أفادت مصادر ميدانية بأن القوات المشتركة للجيش والمقاومة صدت هجوماً عنيفاً للحوثيين على جبهة باب المندب وفي مناطق غرب تعز وشرقها وفي جبهة «كرش» عند الأطراف الشمالية لمحافظة لحج الجنوبية. وقالت المصادر إن المواجهات امتدت إلى مناطق «الأقروض» جنوب تعز واحتدمت قرب معسكر اللواء المدرع 35 في منطقة الضباب غرب المدينة. وأضافت أن 5 قتلى سقطوا وجُرِح 11 بالقصف الحوثي على الأحياء السكنية ومواقع الجيش والمقاومة. وفي محافظة الجوف، أكدت المصادر أن قوات الجيش والمقاومة ردت على خروق الميليشيات في مديرية الغيل واستولت على موقع للمتمردين غرب المديرية وأسرت اثنين من عناصرهم. كما ردت على القصف المدفعي والصاروخي للانقلابيين في مناطق بيحان وعسيلان شمال محافظة شبوة. واحتدمت المواجهات في مديرية نهم شمال شرقي صنعاء، وأكدت مصادر ميدانية ل «الحياة»، سقوط 50 قتيلاً من الطرفين خلال معارك اليومين الأخيرين. وكان زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، أعلن في خطاب تلفزيوني أُذيع ليل الإثنين، عشية الذكرى الثانية عشرة لمقتل شقيقه مؤسس حركة الجماعة حسين بدر الدين الحوثي، أن جماعته جادة في الالتزام بتثبيت وقف النار وتحقيق السلام وفق المرجعيات المتفق عليها. لكنه دعا أنصاره إلى «الحذر» والبقاء على أهبة الاستعداد تحسُّباً لفشل المفاوضات. وبدا الحوثي في خطابه أكثر هدوءاً، وتجنَّب مهاجمة دول التحالف والسعودية.