حصلت المملكة العربية السعودية على جائزة الصدارة الأولى في مجال المساعدات الإنسانية من المنظمات الأممية العالمية، بحسب تصنيف منظمة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية (الأوتشا)، وجاء هذا التكريم بعد أن قدمت المملكة بلايين الريالات لخدمة العمل الخيري ومساعدة المحتاجين والمنكوبين في أنحاء العالم كافة. وليس أدل على ذلك من تواجد رجالها بعد أربعة أيام من وقوع المد البحري في شرق آسيا (تسونامي) وسط المتضررين يواسون هذا ويبلسمون جراح ذاك. في شرق آسيا قدمت المملكة العربية السعودية الكثير عن طريق الحملة الخيرية السعودية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري (تسونامي) في شرق آسيا، إذ أقامت الكثير من المشاريع في الدول المتضررة من هذا الزلزال الذي ضرب دولاً مختلفة في هذا الجزء من قارة آسيا. وتنوعت أنواع العطاء المقدم للدول المتضررة الكبرى وهي اندونيسيا وسيريلانكا والمالديف بين برامج الإغاثة العاجلة وأعمال بناء الوحدات السكنية للمتضررين من المد البحري إضافة إلى ترميم المساجد وحفر الآبار في تلك المناطق. وتعتبر مدينة الملك عبدالله النموذجية في سريلانكا من أكبر المشاريع التي نفذت في هذا القطاع المهم من العالم إذا يحتوي المشروع على 500 وحدة سكنية مجهزة بكامل مرفقاتها وتجهيزاتها، وقد صممت الوحدات في هذا المشروع كمثيلاتها من مشاريع اللجنة، إذ جاءت موافقة لكل الشروط الهندسية إضافة على تحقيق رغبات الأهالي في تلك المناطق، وبلغت كلفة بناء هذه المدينة في منطقة امبارا أكثر من 38 مليون ريال سعودي، لتكون هذه الوحدات هي المنزل الثاني لهم بعد فقدهم المنازل الأصلية في النكبة التي حلت بديارهم. وقريباً من سيريلانكا وبالخصوص في أرخبيل اندونيسيا الضخم الذي ضرب فيه المد البحري بعض جوانب هذه الدولة الإسلامية وخصوصاً في إقليم أتشيه فلقد قامت اللجنة السعودية هناك أيضاً ببناء 1500 وحدة سكنية بكلفة جاوزت 125 مليون ريال سعودي وقد وزعت هذه الوحدات السكنية بشكل متوازن بحيث يكون في كل مجمع سكني 50 وحدة سكنية مع مرافقها المختلفة، ومن المشاريع النوعية التي أقيمت في هذا الإقليم مستشفى الأمير نايف بن عبدالعزيز التي غطت عجزاً صحياً هائلاً في تلك المنطقة بعد المد البحري في نهاية 2005 وأقيمت معها 3 مراكز طبية تساعد هذا المستشفى وبلغت كلفة هذه مراكز 6 ملايين ونصف المليون ريال سعودي، وفي الجانب الصحي قامت المملكة ممثلة باللجان الشعبية بدعم برامج الطوارئ بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر بسبعة ملايين ونصف المليون ريال سعودي إضافة إلى مشاريع أخرى، منها دعم القطاع الصحي المنهار في تلك الأقاليم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وجمعية الصليب الأحمر الاندونيسية وبرامج أخرى لدعم القطاع الصحي في تايلند بالتعاون مع جمعية الصليب الأحمر التايلندي وبرامج أخرى مشابهة في سيرلانكا والهند ووصلت هذه المعونة للصومال عبر جمعية الهلال الأحمر الصومالي الذي نفذ مشاريع الحملة بمبلغ يتجاوز 375 ألف ريال. و قريبا من إندونيسيا وبالتحديد في المالديف، فإن المملكة قامت ببناء 60 وحدة سكنية مع جامع في جزيرة مستقلة في هذا الأرخبيل المتكون من مجموعة كبيرة من الجزر المتنوعة، كما شيدت المملكة 36 وحدة سكنية في جزيرة تولوسودو في المالديف بكلفة بلغت عشرة ملايين ريال سعودي وجامعاً آخر بجزيرة كلاتين ومستشفى آخر بجزيرة بانتين. وأوضح المدير التنفيذي للجان وحملات الإغاثة السعودية مبارك البكر أن هذا الاهتمام بشرق آسيا لم يكن وليد هذه اللحظة بل كانت المملكة موجودة هناك منذ اللحظات الأولى التي ضرب فيها المد البحري مناطق مختلفة من شرق آسيا، وقال: «لقد وجدت الحملة ببعض أعضائها بعد أربعة أيام فقط من المد البحري الذي ضرب شرق آسيا عام 2005 لتحصر أهم حاجات المتضررين هناك وعلى أساسها بني تصوراً لهذه المتطلبات التي بدأت بالتوالي على هذه المناطق عبر 14 جسراً جوياً يتكون من طائرات عدة حملت أكثر من 1125 طناً من المواد الضرورية التي وصلت جواً لإقليم أتشيه المتضرر الأكبر من هذا الزلزال البحري».