نجح باحثون أميركيون في استنساخ مثيل لفيروس زيكا، من شأنه أن يساعدهم على تطوير لقاح ومضاد فيروسي يسمحان بوضع حد لتفشي هذا الوباء. وقد يساهم أيضا هذا التقدم الذي نشرت تفاصيله في مجلة "سيل هوست اند مايكروب" في مساعدة علماء الفيروسات على تحديد إذا ما كانت السلالات الحالية لزيكا تتعرض لتعديلات تسرع من انتشار المرض وتفاقم من حدة أعراضه. وقال بي-يونغ شي الأستاذ المحاضر في جامعة "يونيفرستي أوف تكساس ميديكال برانش" وأحد أبرز القيمين على هذه الأبحاث أن "مثيل فيروس زيكا يشكل تقدما كبيرا لتحديد لماذا يسبب هذا الفيروس تشوهات خلقية خطرة، مثل صغر الجمجمة عند الجنين". وأكد أن "هذه النسخة من الفيروس تمثل مرحلة مهمة لإعداد لقاح ومضاد فيروسي ضد زيكا". وينوي المعهد الأميركي للحساسيات والأمراض المعدية (ان ايه آي دي) إطلاق تجربة سريرية من المرحلة الأولى في أيلول/سبتمبر مع لقاح تجريبي ضد زيكا. وقدم الباحثون في تكساس دما بشري المصدر موبوءا بفيروس زيكا أو بمثيله للبعوض المصري الذي يعد أبرز ناقل لهذا المرض. ولم يلاحظوا أي فرق بين المجموعتين. وقاموا أيضا بدمج جينة تسمح بإنتاج مادة كيميائية تجعل العامل المستنسخ المسبب للمرض لماعا، ما قد يسمح بتتبع الفيروس. وقد يساعد مثيل زيكا خصوصا على فهم كيف تمكن الفيروس من الانتشار بنسب عالية في الدم البشري لمعرفة كيفية اختراقه المشيمة عند المرأة الحامل، بحسب الباحثين. ولم يكن هذا الفيروس الذي رصد للمرة الأولى قبل 60 سنة يتسبب بمشاكل صحية كبيرة من قبل وكانت حالات الإصابة به قليلة جدا وأعراضه جد بسيطة، لكنه "راح يتفشى منذ العام 2007، مسببا مشاكل خطرة، مثل تشوه خلقي عند الأجنة ومتلازمة غيلان-باريه العصبية" التي قد تتسبب بالشلل عند البالغين. وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في شباط (فبراير) فيروس زيكا حالة صحية طارئة على المستوى العالمي، في ظل انتشار الفيروس بسرعة كبيرة في أميركا الجنوبية، لا سيما في البرازيل.