دعا عدد من العائلات الإسرائيلية التي فقدت أبناءها خلال الحروب الإسرائيلية إلى استغلال فتح معابر قطاع غزة لتجنيد الرأي العام الفلسطيني للضغط من أجل اطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليط. وطالبوا بتحويل اسم شاليط، الذي يصادف اليوم (الجمعة) أربع سنوات على أسره من قبل مقاومين فلسطينيين من موقع عسكري اسرائيلي قرب معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إلى «علامة تجارية معروفة في غزة». ومع إنهاء شاليط سنته الرابعة في الأسر لدى حركة «حماس» في قطاع غزة، يبدو التوصل الى اتفاق تبادل اسرى يتيح اطلاق سراحه مستبعداً اكثر من اي وقت مضى. ومن المفارقة ان شاليط لا يزال محتجزاً في غزة في وقت قررت اسرائيل، تحت سيل من الانتقادات الدولية تخفيف الحصار الذي فرضته على القطاع اثر أسره للضغط على حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع، الأمر الذي اثار «خيبة امل» لدى عائلة شاليط التي لم تعد تخفي تشاؤمها. وقال والده نوعام «نشعر بخيبة الأمل وينتابنا شعور أليم جداً حين نعلم ان رئيس الوزراء (بنيامين نتانياهو) يرضخ للضغوط الدولية من دون ان يقيم اعتباراً لإبننا». وندد نوعام شاليط ب «فشل الحكومة الحالية في الجهود الرامية لإعادة ابني الى المنزل». وقال «فشلت اربع سنوات، رئيسا وزراء، وزيرا دفاع ورئيسان لهيئة الأركان، فشلوا جميعاً في اعادة جلعاد». اما جد الجندي تسيفي شاليط (89 سنة) الذي التقى نتانياهو الثلثاء على مدى اكثر من ثلاث ساعات، فاعترف لدى خروجه من الاجتماع بأنه «غير متفائل». ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن يوسي تسور، الذي فقد نجله في احدى الحروب التي خاضتها الدولة العبرية أنه «حان الوقت الذي يجب فيه على التجار أن يأخذوا مكانهم، فمع فتح المعابر يجب أن تطلى كل المواد الداخلة باللون الأبيض والأزرق (لونا العلم الإسرائيلي) وأن تغطى بصورة لشاليط، وشعار نكتب عليه النجدة «. ودعا إلى «لصق صورة الجندي شاليط على عبوات وصناديق الحليب الداخلة إلى غزة، إلى جانب رسالة واضحة إلى الشعب الفلسطيني نخبرهم من خلالها بأن مصيرهم ومصير أبنائهم في أيدي قادة حركة حماس». وأشار الى أن «محاولات عائلة شاليط إلصاق صورة ابنها على المواد التي تدخل إلى غزة باءت بالفشل، لأن حماس أزالت تلك الصور والشعارات». ورأى أنه من خلال حملات داخل الأراضي المحتلة عام 1948 «أصبح شاليط معروفاً لدى الجميع، وآن الأوان لأن تنتقل الحملة إلى غزة، لأننا نبتغي إعادة الجندي الأسير إلى عائلته، من دون الخضوع لشروط حركة حماس». وتتبادل إسرائيل و»حماس» مسؤولية فشل آخر مفاوضات حول تبادل الأسرى أجريت بوساطة مصر ووسيط من اجهزة الاستخبارات الألمانية، بعدما بدا مرجحاً في كانون الأول (ديسمبر) التوصل الى اتفاق يقضي بإطلاق سراح ألف اسير فلسطيني مقابل شاليط. وتواصل عائلة شاليط حملتها في اسرائيل والخارج من اجل اطلاق سراح ابنها وتنظم مسيرات واعتصامات لهذا الغرض. وتم اسر الجندي الإسرائيلي، الذي يحمل ايضاً الجنسية الفرنسية، في حزيران (يونيو) 2006 عند تخوم قطاع غزة خلال عملية تبنتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري ل «حماس» وفصيلان فلسطينيان آخران.