نددت فصائل وحركات اسلامية فلسطينية بزيارة بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر لاسرائيل. واعتبرت حركة «حماس» زيارة البابا التي بدأت أمس «للاحتلال الصهيوني تحديداً بعد ارتكابه مجزرة ومحرقة في حق أطفال ونساء وشيوخ غزة، واستخدامه أسلحة الدمار الشامل والمحرمة دولياً في قتل الأطفال وقصف المساجد والكنائس ودور العبادة ستُجمل صورة الاحتلال وستضعف فرص ملاحقة قيادته كمجرمي حرب ارتكبوا مجازر ومحارق في حق الشعب الفلسطيني تحت سمع وبصر العالم أجمع». وأعرب الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم عن استغرابه من «تسويق البابا فكرة حل الدولتين»، معتبراً أن ذلك «يعني تأييد قيام دولة يهودية عنصرية متطرفة تشكل خطراً على الشعب الفلسطيني وعلى المنطقة برمتها، وتحديداً بعد تصريحاتهم (القادة الاسرائيليين) العنصرية المتطرفة في القضاء على العرب وتهديد المصالح الفلسطينية والعربية وإيمانهم بأن السلام لا يأتي إلا بالحرب واعتماد أسلوب القتل والحرب والتدمير لتثبيت أقدام هذه الدولة اليهودية على حساب الحق الفلسطيني». واعتبر برهوم أن «ما يجري من نهب للأراضي الفلسطينية في القدس والضفة الغربية وتهويد لمدينة القدس واجتثاث للوجود الفلسطيني منها واستهداف للمقدسات المسيحية والإسلامية يكشف تلك المخططات الصهيونية الخطيرة والمدمرة». وشدد على أن «تعاطفه (البابا) مع عائلة (الجندي الاسرائيلي الأسير في غزة غلعاد) شاليت هو تعاطف في غير محله، لما فيه من تجاهل لمعاناة 12 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال تمارس في حقهم أشكال الظلم والقهر والتعذيب والحرمان كافة». واعتبر «حزب التحرير الاسلامي» أن زيارة البابا «جاءت لمباركة عطاء أرض فلسطين لليهود من الصليبيين». ووصف الحزب في بيان صحافي أمس تصريحات البابا خلال استقباله في الفاتيكان وفداً من مؤتمر رؤساء المنظمات الأميركية - اليهودية في شباط (فبراير) الماضي وقال فيها إن فلسطين «تلك الأرض المقدسة للمسيحيين واليهود على حد سواء، بأنها «عدائية». وأشار الحزب الى أن البابا «تطاول على رسولنا الكريم حين أكد كلام إمبراطور بيزنطي في محاضرة له في ألمانيا في ايلول (سبتمبر) عام 2006 (عندما قال: أرني ما الجديد الذي جاء به محمد؟ لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية، مثل أمره بنشر الدين -الذي كان يبشر به- بحد السيف!»، لافتاً الى أن «كلامه هذا أغضب المسلمين في أرجاء المعمورة كافة». وتوعد الحزب البابا ومستقبليه «بالعقاب في دولة الخلافة». واعتبرت «حركة الجهاد الإسلامي» زيارة البابا بأنها «مجاملة للاحتلال تتناسى جراحات القدس وتغمض العيون عن مشاهد المحرقة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة مطلع العام الجاري». وذكرت الحركة في بيان صحافي أمس أن زيارة البابا «واضحة العنوان والهدف»، مشيرة إلى تصريحاته «المسيئة للإسلام ولنبيه العظيم محمد صلى الله عليه وسلم التي شكلت استفزازاً كبيراً لمشاعر العرب والمسلمين، ولم يقدم بعدها اعتذاراً صريحا ورسمياً عنها، الأمر الذي لا يبعث الثقة في نيات الكنيسة الغربية وعلاقاتها مع المسلمين».