كشف مسؤولون في القطاع الفندقي في محافظة النجف (160 كيلومتراً جنوببغداد) عن مشاكل ومعوقات تواجه القطاع، نتيجة فرض تسعيرة جديدة للكهرباء والماء والكاز، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في عدد الفنادق العاملة حالياً والنشاط الاقتصادي والاجتماعي والسياحي في المحافظة. وقال رئيس رابطة الفنادق في المحافظة ذات الخصوصية الدينية صائب أبو غنيم في تصريح إلى «الحياة»، أن «أكثر من 100 فندق من أصل 350 أغلقها أصحابها، إذ لم يعد يمكنهم تسديد كلفة الكهرباء على رغم انقطاعها وكذلك الماء وارتفاع أسعار الكاز الذي يغذي المولدات الخاصة». وأشار إلى «اضطرار أصحاب 30 فندقاً إلى تأجيرها كأقسام داخلية للطلاب في المحافظة، إضافة إلى بيع فنادق أخرى». وأوضح أبو غنيم أن «نسبة الإشغال في الفنادق التي لا تزال عاملة تدنّت إلى 20 في المئة، بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة». وأكد أن ل «ضعف أداء القطاع انعكاسات اقتصادية واجتماعية على المحافظة، منها ازدياد معدل البطالة المرتفع أساساً، بسبب تراجع النشاط الاقتصادي في العراق». ولم يستبعد أن «يلجأ أصحاب هذه الفنادق إلى إقفالها في حال لم تُلغ التسعيرة الجديدة للخدمات، لأن هذه الخطوة ستفضي الى وضع صعب بالنسبة إلى استقبال الآلاف من الزوار في المحافظة وإيوائهم، وهي تضم مرقد الإمام علي بن أبي طالب». وسأل «كيف يمكن أصحاب الفنادق تسديد الكلفة العالية لتعرفات الكهرباء والماء والكاز، في ظل انخفاض إيراداتهم المالية التي لا تتناسب مع كلفة التشغيل الأخرى مثل أجور الموظفين والخدمات والضرائب». واعتبر أن «توقف فنادق المحافظة عن العمل يعني تسريح آلاف العاملين فيها، ووقف نشاط قطاعات أخرى». وكانت أوساط معنية أكدت أن الأزمة التي يمرّ بها قطاع الفنادق في النجف وكربلاء هي عامة وتطاول فنادق كل المحافظات خصوصاً في بغداد والبصرة، نتيجة عدم تطابق موارد الفنادق مع تكاليف التشغيل وفي مقدمها النقص في الكهرباء وفرض تسعيرة عالية على أصحاب الفنادق، فضلاً عن التعرفات العالية للخدمات الأخرى. وكان الجهاز المركزي للإحصاء أفاد بأن «عدد فنادق خمس نجوم في العراق كان تسعة عام 2013، فيما تجاوزت قيمة الإيرادات 261 مليون دينار». وأشار إلى أن «عدد الفنادق ومجمعات الإيواء السياحي (عدا إقليم كردستان ومحافظتي الأنبار وديالى) لعام 2013، بلغ 1267 مرفقاً»، ملاحظاً أن «محافظة كربلاء شكلت أعلى نسبة (45.5 في المئة)، تلتها محافظة بغداد بنسبة 22.7 في المئة، ثم محافظتا النجف والبصرة».