قدمت الحكومة العراقية دعماً لقطاع الكهرباء يبلغ ستة بلايين دولار كنفقات تشغيلية على مدى ثلاث سنوات، كما قررت طرحه للاستثمار الخاص، وتخويل وزارة الكهرباء و«هيئة الاستثمار الوطنية» التفاوض لتأهيل الشركات للإحالة والتوصية بعرضها على الحكومة للموافقة. وأوصت الحكومة أيضاً لجنة ترأسها الهيئة بإعداد آلية مالية وقانونية لإخضاع جزء من عقدين، أبرمتهما مع شركتي «سيمنس» الألمانية و «جي إي» الأميركية للنشاط الاستثماري، بمنح المستثمر مدة سماح سنتين لتسديد قيمة المعدات، ويسدد بعد ذلك خلال خمس سنوات وبفائدة اثنين في المئة. ويأتي الدعم المذكور ضمن التوجه الحكومي لتفعيل الاستثمار في قطاع الكهرباء، على ان تبقى الدولة هي الموجه لأسعار شراء الطاقة من المستثمرين. وأنجزت وزارة الكهرباء خريطة استثمارية للمرحلة الأولى بخمسة آلاف ميغاوات، وإعداد نموذج عقد لمشروع محطة استثمارية لمنتجي الطاقة، لاعتماده في تنفيذ المشاريع، بما يتلاءم مع خطة تخفيف العبء المالي عن الدولة. ودعت الوزارة الكهرباء إلى الإسراع بالإفراج عن حوالة من الخزينة بقيمة 2.5 بليون دولار للإيفاء بالالتزامات المالية تجاه شركتي «جنرال إلكتريك» الأميركية و «سيمنس» الألمانية، إذ أثر تأخر إطلاقها في تنفيذ بنود العقد المبرم مع الشركتين المذكورتين، والذي كان مقرراً ان يجهز العراق بوحدات غازية تصل طاقاتها الإنتاجية إلى اكثر من 12 ألف ميغاوات. يذكر أن إنتاج الطاقة وصل حالياً إلى أكثر من 7.5 آلاف ميغاوات بارتفاع نحو أربعة آلاف ميغاوات عن عام 2003، كما يُتوقع ان يبلغ الإنتاج 16 ألف ميغاوات منتصف عام 2012، بعد إنجاز مشاريع «سيمنس» و «جنرال الكتريك» ، حيث يُتوقع أن يصل إنتاج الطاقة في العراق عام 2015 إلى 20 ألف ميغاوات، وفق خطة عشرية نوقشت عام 2006. الى ذلك، منحت «الهيئة العراقية للاستثمار» عقد تطوير وتأهيل «فندق عشتار شيراتون» مع كل مرافقه، إلى «شركة مفخرة الأرض» بتكلفة 35 مليون دولار، ولمدة 25 سنة، وفقاً لقانون الاستثمار العراقي. ويقضي العقد ان تدير الشركة الفندق، وفقاً لمواصفات الفنادق ذات الخمس نجوم العالمية، بموجب إجازة من شركة «رويال» الأميركية للفندق. ويشهد بناء الفنادق في العراق نشاطاً ملحوظاً في ظل رواج السياحة الدينية في الدرجة الأولى، خصوصاً في بغداد ومحافظتي النجف وكربلاء، في ظل عجز يعاني منه القطاع الذي يغطي نحو 30 في المئة فقط من الحاجة الفعلية، خصوصاً ان التقادم أصاب معظم الفنادق في البلاد بسبب غياب الرعاية، وعدم مواكبتها لتطور الفندقة في العالم. وأعلنت الهيئة عن منح شركة «جنرال ميديترانيان»، مجموعة فنادق «رويال» العالمية، إجازة استثمار لبناء فندق خمس نجوم وملحقاته في بغداد بقيمة 120 مليون دولار، فيما أفاد مستثمرون بأن قطاع الفنادق يحتل حالياً المرتبة الأولى والأكثر جذباً للاستثمار، حيث تشهد محافظتا النجف وكربلاء نشاطاً ملحوظاً في بناء فنادق ومطاعم، فيما يتوقع ان يساعد التحسن الأمني محافظتي البصرة والموصل على تفعيل هذا النوع من الاستثمار فيها، لكثرة المواقع السياحية الدينية والأثرية ولمكانتهما الاقتصادية المميزة. وصرح رئيس رابطة الفنادق والمطاعم في العراق دلير كيفي إسماعيل ل «الحياة»، ان غالبية فنادق الدرجة الأولى في بغداد والمحافظات، تعود ملكيتها للقطاع المختلط، أما بقية الفنادق فتعود ملكيتها للقطاع الخاص، لافتاً إلى ان هناك اكثر من 400 فندق في كربلاء و200 في النجف ونحو 300 في بغداد، ويستقبل معظمها الوافدين للسياحة الدينية. وأضاف إسماعيل ان العجز في الإيواء أصبح كبيراً جداً وقد يتجاوز 60 في المئة.