قدم يهودي في الخامسة والسبعين من العمر الى مدينة الخليل أمس، وطلب لقاء رئيس البلدية، وناشده ان يُسمح لعائلته بدفنه بعد وفاته في المدينة التي ولد وعاش فيها طفولته. وقال رئيس بلدية الخليل خالد العسيلي ل «الحياة» ان اليهودي ويدعى حاييم بجايو هنغبي زاره امس في مكتبه في البلدية، وطلب منه ان يدفن في المدينة بعد وفاته. وقال العسيلي ان اليهودي الذي ولد في الخليل ويعيش في تل ابيب، يتطلع الى ان يدفن في الخليل، وانه رفض ان يدفن في مقبرة اليهود في المدينة «لأن المستوطنين يسيطرون عليها» مشيراً الى ان لديه موقفاً سياسياً ضد الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها مدينة الخليل، وطلب ان يدفن في مقبرة المسلمين. وكانت عشرات العائلات اليهودية تعيش في مدينة الخليل قبل ان تتفجر احداث عنف في عام 1929 قتل فيها عشرات اليهود، وفر الباقون. لكنهم عادوا الى منازلهم وممتلكاتهم عام 1931 وظلوا فيها الى ان اقيمت اسرائيل عام 48 فانتقلوا للعيش فيها. ويقول العسيلي ان بعض العائلات في الخليل وفرت الحماية لجيرانها اليهود في تلك الفترة ومنهم جد بجايو. وقال بجايو في حديثه للعسيلي ان جده ابلغه ان عائلة ابو هيكل في المدينة وفرت له الحماية. ومن اليهود الذين تلقوا حماية من جيرانهم في ذلك العام والدة ابرهام بورغ الرئيس الاسبق للكنسيت (البرلمان) الاسرائيلي التي حمتها عائلة عمرو. وقال العسيلي ان اسرائيل اصدرت بعد 1967 شهادات للعائلات الفلسطينية التي حمت جيرانها من اليهود عام 1929 الذي اطلق عليه عام مذبحة اليهود في الخليل. وحاييم بجايو هنغبي من ناشطي اليسار في اسرائيل الذين يعارضون الاستيطان. وقال العسيلي ان هنغبي تبرع عام 1977 بحصة عائلته في مبنى هداسا في المدينة الى بلدية الخليل. لكن المستوطنين استولوا على المبنى وأقاموا فيه. ووزعت بلدية الخليل امس تسجيلاً تلفزيونياً للقاء بين حاييم هنغبي ورئيس البلدية. وتجنب العسيلي الاجابة على طلب بجايو بدفنه في مقبرة المسلمين في المدينة لحين فحص الامر مع الجهات الدينية والسياسية المختصة. ويشرح هنغبي في اللقاء تاريخ عائلته التي قال انها تتحدر من اسبانيا، وقدمت منها الى المغرب، وبعدها مصر. وقال ان جده قدم الى فلسطين وعاش في مدينة الخليل. ويقول في المقابلة ان عائلة أبو هيكل وفرت الحماية لعائلته. واضاف: «لولا حماية عائلة أبو هيكل لجدي لكان قتل ولما وُلدت أنا». لكن رئيس البلدية قال له ان ضابط استخبارات بريطاني هو الذي تسبب في المذبحة حينما اشاع بين اليهود والمسلمين في المدينة ان كل طرف يريد أن يفتك بالطرف الآخر، فتوترت الاجواء واندلعت احداث العنف. ويقول هنغبي في الشريط: «أنا أرفض في شكل مطلق استيلاء المستوطنين على بيوت الفلسطينين في الخليل وغيرها من الاراضي الفلسطنية». واعتبر ان المستوطنين هم العقبة امام السلام، وان الحل يكمن في اقامة دولة فلسطينية على كامل الاراضي المحتلة عام 1967 الى جانب اسرائيل ورحيل المستوطنين. وقال انه لن يعود الى بيته في الخليل الا حينما تسمح اسرائيل بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم. واضاف: «واذا لم يتحقق ذلك فإنني أفضل ان أدفن في المدينة التي عشت فيها طفولتي وعاشت فيها عائلتي بسلام قبل الاحتلال والاستيطان». واضاف: «أنا رجل كبير في السن وعندما أموت أتمنى أن أدفن في زاوية صغيرة في مقابر المسلمين بالمدينة، ولا يتم دفني في مقبرة اليهود التي تخضع لسيطرة المستوطنين». ورد عليه العسيلي قائلا: «اتمنى لك ان تعيش 120 سنة، فأنت تستحق الحياة».