أجرى وفد مجلس الشورى خلال زيارته الحالية إلى فرنسا أخيراً، اجتماعات ولقاءات مع أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية ومسؤولي مؤسسات مجتمع مدني في فرنسا. والتقى الوفد أمين لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية شانتال، ونائب رئيس لجنة الدفاع الوطني والقوات المسلحة في الجمعية نيكولا بايز، وبحث معهم تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتبادل الخبرات في مجالات سياسية واقتصادية وصحية وثقافية. والتقى الوفد النائب في الجمعية الوطنية الفرنسية أوليفيه داسو في غداء عمل. وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز وتنمية العلاقات الفرنسية والسعودية في المجالات كافة، وتعزيز العلاقات البرلمانية بين المجلس والجمعية الوطنية. وتم التطرق إلى العلاقات الثقافية بين البلدين والتأكيد على أهمية زيادة عدد الطلاب السعوديين المبتعثين إلى فرنسا لمواصلة تعليمهم العالي. وحضر وفد المجلس جانباً من الجلسة العامة في الجمعية الوطنية ومشاهدة مناقشة النواب لوزراء الحكومة الفرنسية. واجتمع وفد الشورى مع رئيسة الجمعية الوطنية المعنية بحقوق الإنسان في فرنسا. وأكد الوفد أهمية دور المرأة في المجتمع السعودي، «وتمتعها بكامل حقوقها»، مشيراً إلى أن المرأة السعودية «جزء مكمل ومشمول برؤية 2030». والتقى الوفد عضو لجنة القانون في الجمعية الوطنية، ودار خلال الاجتماع الحديث عن القضايا التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين. وزار وفد الشورى مقر شركة تاليس للاتصالات والأمن التي تعد من كبرى الشركات الفرنسية العاملة في مكافحة الجريمة. وأطلع رئيس مجلس إدارة الشركة جامو شيل لاقارد، وفد الشورى على مشروعات ونشاطات الشركة مع السعودية ودول الخليج. وقام وفد الشورى بزيارة إلى معهد العالم العربي، واجتمع مع الوزير السابق للتربية والثقافة الفرنسية والرئيس الحالي للمعهد جاك لانغ. وتعرف وفد الشورى خلال الاجتماع على دور المعهد في إقامة المعارض الثقافية والحضارية وأهمية المعهد لتنمية العلاقات الثقافية للعالم العربي. وقام وفد لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الفرنسية بزيارة إلى الغرفة التجارية، التقى خلالها رئيس الغرفة جان بول فيرميس. واستعرض معه أوجه التعاون بين البلدين، وسبل دعم العلاقات الاقتصادية والفرص الاستثمارية بينهما. وأكد الجانبان أهمية رؤية المملكة 2030 والمؤشر الإيجابي الذي ستشهده المملكة بعد عملية التحول، وأهمية استغلال الفرص الاستثمارية وزيادة التعاون بين الشركات السعودية والفرنسية وفتح الأسواق امام الشركات المستثمرة. والتقى وفد الشورى إعلاميين فرنسيين، وشرحوا لهم رؤية المملكة لعام 2030 والأوضاع الاقتصادية المتوقعة بعد تطبيق الرؤية وسياسة المملكة النفطية. وشمل اللقاء مواضيع حقوق الإنسان والتطورات التي حققتها المملكة خلال الفترة الماضية، إضافة إلى إنشاء هيئات جديدة ودورها الفعلي في تحقيق رؤية المملكة 2030. إلى ذلك، يبدأ وفد مجلس الشورى الاثنين المقبل زيارة رسمية إلى الولاياتالمتحدة الأميركية تستمر أيام عدة. وسيلتقي الوفد خلال الزيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي بول راين, وعددًا من أعضاء الكونغرس الأمريكي, كما يلتقي أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية. وسيجري وفد الشورى خلال الزيارة مباحثات مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون، ويزور معاهد ومراكز متخصصة في الدراسات والعلاقات الاستراتيجية. وأوضح نائب رئيس المجلس محمد الجفري أن هذه الزيارة تسعى إلى توضيح مواقف السعودية لأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال الجفري: «إن وفد مجلس الشورى سيسعى خلال الاجتماعات إلى شرح مواقف السعودية تجاه المستجدات والظروف الاستثنائية التي تشهدها بعض الدول العربية، والتأكيد على موقف المملكة الواضح من الوضع الراهن في الجمهورية اليمينة، والأزمة السورية، ومكافحة الإرهاب، وإسهاماتها المتواصلة في تمويل الكثير من موازنات مؤسسات التمويل الدولية وصناديق مكافحة الفقر، إذ تجاوزت مساعدات المملكة الإنمائية والإغاثية مئة بليون دولار خلال العقود الثلاثة الماضية استفادت منها 95 دولة». وسيطلع الوفد نظراءه في الكونغرس الأميركي على الحراك الذي تشهده السعودية، والذي توج بإطلاق رؤية المملكة 2030 التي تستشرف «مستقبلاً واعداً للوطن والمواطنين، من خلال ما حملته الرؤية من استراتيجيات اقتصادية ستجعل المملكة ركيزة اقتصادية وتنموية تعتمد التنوع الاستثماري وتعدد مصادر الدخل الوطني بدلاً من الاعتماد على مصدر النفط مصدراً ريعياً ووحيداً للاقتصاد الوطني»، منوهاً إلى التنسيق والمشاورات السياسية على أعلى مستوى بين المملكة والولاياتالمتحدة تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية الراهنة السياسية منها والاقتصادية والأمنية. ونوه الجفري بالعلاقات الثقافية بين السعودية والولاياتالمتحدة، لافتاً إلى عشرات الآلاف من الطلاب السعوديين الذين يتلقون تعليمهم العالي في الولاياتالمتحدة، عاداً ذلك بأنه «علامة فارقة في تميز العلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين».