طالب عدد من أولياء أمور طلاب الجهات الأمنية بوضع حد لممارسات بعض المراهقين الذين ينتظرون خروج الطلاب من أداء الاختبارات ليمارسوا التفحيط بسياراتهم، مؤكدين أن حوادث مأسوية وقعت خلال الأعوام السابقة راح ضحيتها طلاب أبرياء. وذكر سعد العريمض أنه بات يخاف على ولده الوحيد الذي يدرس في الصف الثالث المتوسط من هؤلاء المتهورين الذين يفحطون أمام المدارس فور خروج الطلاب من اختباراتهم، متسائلاً عن سبب عدم تكثيف الدوريات الأمنية عند المدارس للحد من تكرار تلك الممارسات. وقال: «ليس من المعقول ان بإمكان دورية واحدة تتمركز بين مدرستين السيطرة على المخالفين الذين يتجاوز عددهم العشرات». وأكدت أم ممدوح أن بعض أولياء الأمور لا يتعاملون مع ذلك الأمر بالجدية التي يستحقها بل على العكس يبالغون في تدليل أبنائهم، فيشترون لهم أحدث السيارات دون أن يسألوهم عما يفعلوا بها وإذا ارتكبوا مخالفات يقومون بسدادها عنهم. واعتبرت أن المطبات التي وضعتها إدارة مرور حائل أخيراً قرب المدارس لا تحد من تهور المراهقين كون ارتفاعها منخفضاً. ولفت أحد أولياء الأمور (فضل عدم ذكر اسمه) إلى أن المدارس الخاصة تشهد تجاوزات يومية من سائقين طائشين في ظل عدم حزم رجال الأمن مع المخالفين، محملاً إدارات المدارس جزءاً من المسؤولية لعدم إبلاغ الأجهزة الأمنية عن الطلاب المنحرفين سلوكياً الذين يمارسون تلك التجاوزات فور انصرافهم من مدارسهم. من جهته، أكد مدير دوريات الأمن في منطقة حائل الرائد فهد المديهش ل«الحياة» أن فرق الدوريات الأمنية في حال استنفار لمراقبة الوضع حول المدارس والحد من وقوع تجاوزات أمنية من السائقين، مشيراً إلى أن من يقبض عليه يمارس مخالفات مرورية تتم معاقبته بالطرق النظامية دون هوادة. وذكر مدير مرور حائل العقيد عبدالرحمن الشنبري أن إدارته تنسق مع إدارة التربية والتعليم في المنطقة لعدم السماح للطلاب بالخروج بين فترتي الاختبارات لتلافي وقوع الممارسات السلبية والمخالفات المرورية، مضيفاً أنه تم تكثيف وجود دوريات المرور السري حول المدارس لضبط المخالفات والممارسات المخلة بأنظمة المرور خصوصاً التفحيط، والدوران المتكرر إلى جانب وجود عناصر متعاونة من المدرسين والطلبة لتبليغ الجهات الأمنية فور وقوع المخالفات. وشدد اختصاصي علم الاجتماع فايز العقيل على أهمية دور التربويين وأولياء الأمور في توعية المراهقين بمخاطر القيام بالممارسات المتهورة ليس في فترات الاختبارات فحسب بل في كل الفترات، لافتاً إلى أن هناك حالة من الإهمال الشديد من جانب الكثير من أولياء الأمور لأبنائهم خلال فترة الاختبارات التي تزداد فيها الظواهر السلوكية الخاطئة.