تعيش ديلما روسيف ربما ساعاتها الاخيرة على رأس البرازيل، اذ افتتح مجلس الشيوخ الاربعاء جلسة للبت في قرار تنحيتها من الرئاسة مع بدء آلية اقالتها بتهمة التلاعب بالحسابات العامة. وكانت روسيف (68 عاما)، الرئيسة اليسارية التي تراجعت شعبيتها، تعلق املا لمواصلة ولايتها الثانية على قرار من المحكمة الفدرالية العليا في اللحظة الاخيرة لانقاذها. وقدمت روسيف، وهي اول امرأة فازت برئاسة اكبر بلدان اميركا اللاتينية عام 2010، مساء الثلثاء التماسا اخيرا الى المحكمة العليا، طالبة منها الغاء الآلية التي تعتبرها بمثابة "انقلاب" دستوري "بدون سلاح". لكن المحكمة رفضت هذا الطعن. وقال متحدث باسم المحكمة لوكالة فرانس برس ان القاضي في المحكمة تيوري زافاسكي "رفض طلب تعليق الالية" الذي قدمته مساء الثلاثاء هيئة الدفاع عن الرئيسة اليسارية. وبالتزامن مع بدء مجلس الشيوخ جلسته التاريخية، إشتبك مؤيدون لروسيف مع الشرطة خارج مجلس الشيوخ أمس (الاربعاء) قبل التصويت على محاكمتها بتهمة خرق قوانين الميزانية والتي من شأنها ان تضع نهاية لثلاثة عشر عاما من الحكم اليساري في أكبر بلد في أميركا اللاتينية. وإذا تمكن خصومها من حشد أغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ المؤلف من 81 عضوا في جلسة مازالت مستمرة حتى وقت متأخر من الليل فسيجري وقف روسيف عن العمل وسيصبح نائبها ميشال تامر قائما بأعمال رئيس البلاد لمدة تصل إلى ستة أشهر اثناء المحاكمة. وبعد كلمات ألقها نصف أعضاء مجلس الشيوخ الذين سجلوا اسماءهم للحديث وعددهم 70 عضوا أشار 27 إلى أنهم سيصوتون بالموافقة على محاكمة روسيف في حين أشار سبعة فقط إلى أنهم سيصوتون بالرفض. وخارج مبنى الكونغرس حيث اقيم سور معدني للفصل بين محتجين متنافسين هتف حوالي ستة آلاف من مؤيدي عزل روسيف قائلين "تسقط ديلما" بينما إستخدمت الشرطة زذاذ الفلفل لتفريق مجموعات من مؤيديها ردوا باطلاق الالعاب النارية. وألقت الشرطة القبض على شخص واحد لتحريضه على العنف. وفي علامة على أن روسيف تستعد للهزيمة قال مساعد لها إنها تخطط لإقالة حكومتها بالكامل صباح الخميس وأعطت تعليمات بألا يكون الانتقال لحكومة تامر سهلا لأنها تعتبر محاكمتها غير قانونية. وروسيف (68 عاما) غير متهمة بفساد شخصي لكنها متهمة بالتلاعب بحسابات الحكومة لإخفاء حجم العجز المالي للبرازيل حتى يتسنى لها زيادة الإنفاق العام خلال حملة إعادة انتخابها في 2014 وهي ممارسة لجأ إليها رؤساء سابقون. وعمقت الأزمة السياسية من أسوأ ركود اقتصادي تشهده البرازيل منذ الثلاثينيات من القرن الماضي. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية كبيرة من البرازيليين يريدون أن يروا محاكمة لروسيف تقود الى عزلها من منصبها. لكن الاستطلاعات أيضا تشير إلى أن حجم التأييد الشعبي لتامر (75 عاما) ضئيل للغاية.