رأت الحكومة السودانية أن الجهود القطرية لتهدئة الأوضاع بين السودان وجارته الغربية تشاد لن تثمر في الوقت الحالي بعدما بلغ التصعيد بين الجانبين قمته. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق للصحافيين أمس إن المساعي القطرية لحماية اتفاق الدوحة الموقّع بين الجارين الأسبوع الماضي من الانهيار استؤنفت، لكنها «لن تمضي إلى مبتغاها طالما أن التصعيد وصل الى ذروته، كما أن الطرفين لن يستجيبا في هذا الظرف». ورأى أن «من الأفضل ترك أي نوع من المبادرات الآن إلى حين هدوء الأوضاع». وكشف اتصالات أجرتها الخارجية السودانية مع سفارتي فرنسا وبريطانيا في الخرطوم لتوضيح موقفها مما يجري في تشاد. وقال وزير الإعلام التشادي عبدالرحمن مرسال في حديث بثته إذاعة الأممالمتحدة في السودان امس إن الحكومة السودانية ظلت ترفض نشر مراقبين دوليين على حدود البلدين المشتركة. واعتبر أن نشر المراقبين على الحدود سيكشف دعم الحكومة السودانية للمتمردين التشاديين، مجدداً اتهام الخرطوم بدعم هجوم المتمردين على القوات التشادية بعد يومين من توقيع اتفاق الدوحة. وكان وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين قال إن قواته مستعدة للتصدي لأي هجوم على البلاد، خلال زيارة قصيرة إلى الفاشر كبرى مدن الإقليم أول من أمس بغرض تفقد الأوضاع الأمنية، والتعرف على خطة السلطات لتأمين المدن الكبرى في دارفور من أي هجوم للمتمردين بدعم تشادي. من جهة أخرى، اتهمت الخرطوم إسرائيل بمحاولة تجنيد جواسيس من السودانيين المتسلّلين إلى الدولة العبرية. وقالت إنها ستتحسّب للأمر عبر تنسيق وتبادل المعلومات مع مصر، وتعهدت تسهيل عودة مواطنيها في إسرائيل الراغبين في الرجوع. وقال السفير الصادق في تعليق عن تقارير تحدثت عن التحاق 120 شاباً سودانياً بالجيش الإسرائيلي منذ العام 2002، إن هذه الخطوة «سلوك غير مقبول وأمر مستهجن وموالاة لإسرائيل على أخوة العقيدة». واتهم إسرائيل بمحاولة زرع جواسيس في البلاد. ورأى أن «هذا هو هدفها الأساس من وراء استضافتها للمتسلّلين إلى جانب محاولتها الظهور بمظهر الدولة الحادبة على مصلحة المنطقة. وهذه حيلة لن تنطلي على أحد». وأكد أن هناك «تنسيقاً تاماً بين الخرطوم والقاهرة في هذا الشأن»، مدلّلاً على ذلك بانحسار أعداد اللاجئين وحالات تسلّل السودانيين إلى إسرائيل عبر مصر.