طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإدارة الأميركية بالضغط على اسرائيل لإلغاء قرارها القاضي بهدم 22 منزلاً فلسطينياً في حي البستان في بلدة سلوان في القدسالشرقية لإقامة حديقة اثرية يهودية مكانها، وحذرت مصادر فلسطينية من ان تنفيذ اسرائيل قرارها سيؤدي الى انهيار المفاوضات غير المباشرة الجارية عبر الوسيط الأميركي جورج ميتشل، وتفجر مواجهات عنيفة في الأراضي الفلسطينية خصوصاً في القدس. وفيما أكدت مصادر إسرائيلية أن الإدارة الأميركية طلبت من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو توضيحات حول قرار بلدية القدس، كان لافتاً انتقاد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك هذا القرار واعتباره «يجافي المنطق السليم ولا يراعي حساسية التوقيت». من جهته حاول نتانياهو التقليل من وطأة قرار لجنة التخطيط في بلدية القدس بداعي أن الخطة ما زالت في مراحلها الأولية وتحتاج الى إجراءات كثيرة وبحث في أروقة المحاكم قبل المصادقة النهائية عليها، وأنه «سيواصل الحوار مع السكان الفلسطينيين بهدف التوصل إلى حل مقبول من الطرفين يضمن احترام القانون (أي أن يقبلوا بعرض البلدية الانتقال)». وذكرت تقارير أن نتانياهو حاول إقناع وزير الداخلية ايلي يشاي والمسؤولين في الوزارة عن لجان التخطيط والبناء بإرجاء بحث خطة إقامة «حديقة الملك» أو حتى إلغائها، لكن من دون جدوى. وتواصلت الردود المنددة بالقرار الاسرائيلي، وأعربت فرنسا عن «أسفها» للقرار وطالبت تل أبيب باتخاذ «التدابير الملائمة من دون إبطاء ضد هذا الإجراء»، فيما نددت مصر والجامعة العربية بهذا القرار. وفي غضون ذلك، دعا مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير الى «اعطاء سكان قطاع غزة الأمل والاحترام»، وأكد بلير الذي وصفته صحيفة «معاريف» العبرية بأنه خير ناطق باللغة الانكليزية باسم الحكومة اليمينية الاسرائيلية، خلال زيارته معبر كرم أبو سالم أمس «ضرورة العمل على استئناف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين» ورأى بلير أن «هناك خطوتين أساسيتين ستسهمان في دفع الواقع السياسي نحو التغيير الايجابي، هما المصالحة الفلسطينية وقضية الجندي (الاسرائيلي) الأسير غلعاد شاليط». وقال ان هناك «اقتراحات على الطاولة في ما يخص حل قضية شاليط». واعتبرت تركيا تخفيف الحصار عن قطاع غزة الذي اعلنته الحكومة الاسرائيلية الاحد «خطوة ايجابية لكنها غير كافية» وطالبت برفعه الكامل، معتبرة ان «فرض اسرائيل حصارا غير انساني على غزة يشكل تهديدا للسلام والاستقرار الاقليميين وترى ان الحصار يجب رفعه بشكل كامل». وكرر مدير وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الدعوة الى رفع الحصار عن قطاع غزة، معتبراً انه ما زال مبكراً تقويم قرار إسرائيل بتخفيفه. وقال انه «من الصعب جداً التأكيد من ان ذلك يعني تغييرات مهمة».