طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الإدارة الأميركية بالضغط على اسرائيل لإلغاء قرارها القاضي بهدم 22 منزلاً فلسطينياً في حي البستان في بلدة سلوان في القدسالشرقية لإقامة حديقة اثرية يهودية مكانها، وحذرت مصادر فلسطينية من ان تنفيذ اسرائيل قرارها سيؤدي الى انهيار المفاوضات غير المباشرة الجارية عبر الوسيط الأميركي جورج ميتشل، وتفجر مواجهات عنيفة في الأراضي الفلسطينية خصوصاً في القدس. وقال الدكتور صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير ل «الحياة» ان «عباس ابلغ الإدارة الأميركية ان هناك حاجة لتدخلها الفوري والمباشر لإلغاء القرار الإسرائيلي». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عباس بعد لقائه الملك عبد الله الثاني في عمان أمس «نحن نرفض هذه الإجراءات رفضاًُ قاطعاً ونعتبر انها تقف حجر عثرة في طريق أي تقدم في العمل السياسي». وأضاف «لا بد لإسرائيل ان تتوقف، ولا بد لأميركا ان تأخذ هذا في الاعتبار وتطلب من اسرائيل وقف هذه الإجراءات». وقال عريقات الذي يرافق عباس في زيارته للأردن: «نقلت رسالة من الرئيس عباس الى الإدارة الأميركية دعوناها فيها الى التدخل المباشر لإلغاء القرار الإسرائيلي». وأضاف «ندين وبأشد العبارات الممكنة اعلان اسرائيل ازالة وتدمير 22 منزلاً في حي سلوان»، مشيراً الى ان «هذا لا يمكن أن يتم». من جهة اخرى تنظر محكمة الصلح الإسرائيلية اليوم في الاتهامات الموجهة إلى حاتم عبد القادر، مسؤول ملف القدس في حركة «فتح»، في شأن خرق الأمر العسكري الذي أصدره قائد «الجبهة الداخلية» في الجيش الإسرائيلي بمنعه من دخول المسجد الأقصى، و»التحريض» في احداث «العنف» التي شهدها المسجد الأقصى قبل شهرين. وكانت المحكمة الإسرائيلية أجلت النظر في التهم الموجهة إلى حاتم عبد القادر خلال الجلسة التي عقدتها الشهر الماضي بعد ان قام مستوطنون متطرفون باقتحام قاعة المحكمة. ودعت الفعاليات الوطنية والإسلامية في مدينة القدس المواطنين إلى التظاهر امام محكمة الصلح صباح اليوم رداً على محاكمة عبد القادر. ووزعت ملصقات تدين هذه المحاكمة وما تتعرض له الشخصيات الفلسطينية.من تهديدات إسرائيلية بالإبعاد. من جهة ثانية أعلن اربعة من قادة «حماس» من سكان القدس الذين قررت اسرائيل ابعادهم عن المدينة رفضهم تنفيذ القرار. وقال الأربعة، وهم ثلاثة نواب في المجلس التشريعي محمد أبوطير ومحمد طوطح وأحمد عطون والوزير السابق خالد أبو عرفه، انهم لن ينصاعوا للقرار الذي وصفوه ب «غير الشرعي». وقال الدكتور صائب عريقات ان اسرائيل حرمت على مدى السنتين الماضيتين حوالى خمسة آلاف مواطن مقدسي من حقوقهم في الإقامة في القدس بعد ان سحبت بطاقات هويتهم تحت ذرائع مختلفة. كما دانت مصر والجامعة العربية القرار الإسرائيلي بهدم 22 منزلاً فلسطينياً في حي سلوان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي إن مثل تلك الخطوة تدل على استمرار المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى اقتلاع السكان الفلسطينيين من القدس من خلال هدم منازلهم ومصادرة هوياتهم. كما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى القرار الإسرائيلي واعتبر في بيان أن هذا القرار يقضى على فرص تقدم مسار المفاوضات غير المباشرة المتعثرة أصلاً، ويؤكد الموقف الذى عبر عنه قرار الجامعة بأنه لا أمل في التفاوض في غياب إرادة إسرائيلية في السلام والإمعان في تغيير الوضع في الأراضى الفلسطينية المحتلة.