شارك مئات الآلاف من الكوريين الشماليين في عرض احتفالي ضخم وسط بيونغيانغ، بعد يوم على تعزيز الزعيم كيم جونغ أون قبضته على السلطة، خلال مؤتمر نادر لحزب العمال الشيوعي الحاكم اختُتم الإثنين. وحضر كيم العرض من شرفة تطل على ساحة جده كيم إيل سونغ، مؤسس الدولة الستالينية، مستبدلاً حلة غربية النمط ارتداها أثناء المؤتمر، بزي تقليدي مألوف بين زعماء كوريا الشمالية، وهو سترة داكنة بأزرار حتى العنق. وابتسم كيم ولوّح للحشد، وتبادل الحديث مع عسكريين ومع مساعديه في الحزب، فيما لوّح مئات من الآلاف بباقات ورود وبالونات ملونة وأعلام الحزب، ورفعوا قبضات أيديهم، وهم يهتفون «حياة مديدة!» للزعيم الشاب (33 سنة). وكُتب على لافتة عملاقة رُفعت خلال العرض «حياة مديدة للرفيق كيم جونغ أون، القائد الأعلى لحزبنا وشعبنا». وفي الساحة، شكّل حشد متحرّك شعارات بينها «حزب القائد» و»حزب كيم جونغ أون» و»تضامن» ولوحات تمجّد الحزب. وقال مذيع خلال بثّ مباشر على التلفزيون: «لا أحد يمكنه وقف مسيرة شعبنا، وجنودنا مصممون على أن يصبحوا ذخائر بشرية لحماية نجمنا المضيء ومحبوبنا كيم جونغ أون». وكان العرض مدنياً، لكنه شهد نماذج من كرتون لصواريخ وآليات لعمليات إطلاق إلى الفضاء. وقبل بدء العرض، هنّأ الرئيس الفخري للدولة كيم يونغ نام، كيم الثالث على تعيينه رئيساً للحزب الحاكم، قائلاً: «أثبت الانتخاب الثقة المطلقة لجيشنا وشعبنا في الزعيم الكبير كيم جونغ أون». ودعا الكوريين الشماليين إلى «دعم مبادئه ومفاهيمه، بتصميم ووفاء». وكان حوالى 3500 مندوب تبنّوا خلال المؤتمر الأول للحزب منذ عام 1980، تزامن التقدم الاقتصادي مع تطوير «قوة نووية للدفاع الذاتي»، تكرّس عقيدة «بيونغجين» التي أعلنها كيم الثالث، وتعني إجراء تنمية اقتصادية ونووية في آنٍ. وعُيِّنت كيم يو جونغ، الشقيقة الصغرى لكيم الثالث، عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، كما انتُخب ري يونغ جيل، الرئيس السابق للأركان، عضواً في اللجنة، كونه عضواً في اللجنة العسكرية المركزية. وكان جهاز الاستخبارات الكورية الجنوبية أفاد بأن ري أُعدم في شباط (فبراير) الماضي، للاشتباه بتورطه بقضايا فساد وتشكيله فصيلاً سياسياً. ولم تؤكد بيونغيانغ هذه المعلومات، لكنها عيّنت ري ميونغ سو رئيساً للأركان آنذاك. إلى ذلك، اعتبرت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غوين هي أن «الشمال لم يبدِ أي رغبة صادقة في تحسين العلاقات بين الكوريتين، بل تعهد تعزيز برامجه النووية» بعد «مزاعم غير عقلانية عن كونه دولة مسلحة نووياً». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن الرئيس الصيني شي جينبينغ وجّه إلى كيم الثالث رسالة لتهنئته على اختياره رئيساً للحزب الحاكم، ورد فيها أن العلاقات مع كوريا الشمالية «ثروة ثمينة استثمرها قادة الجيل السابق». وأشارت إلى أن الحزب والحكومة الصينيين يوليان أهمية كبرى للعلاقات مع كوريا.