تستعد الاجهزة الامنية اللبنانية لتنفيذ خطة انتشار واسعة في منطقة شرق صيدا على خلفية المناشير التي وزعت في المنطقة وهددت المسيحيين فيها بمغادرة منازلهم خلال اسبوع، ما اثار ادانة واسعة ل «مناشير الفتنة». وزار قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد منذر الايوبي امس، راعيي ابرشيتي صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصار وللروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد في صيدا، وأطلعهما على نتائج التحقيقات الجارية في المنشور الذي وزع ليل الجمعة - السبت الماضي، كما اطلعهما على خطة الانتشار التي ستنفذها القطعات العملانية لقيادة منطقة الجنوب في قرى شرق صيدا والجوار، وتشمل تسيير دوريات ليلاً وإقامة حواجز ظرفية وتمركزاً داخل القرى والبلدات وفي الساحات العامة لبث الطمأنينة في نفوس المواطنين.ورافق ايوبي قائدا سريتي صيدا وصور وآمر مفرزة الاستقصاء في الجنوب. واتصل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي بالمطرانين نصار وحداد مطمئناً الى ان «قوى الامن الداخلي ستقوم بما عليها لطمأنة المواطنين باتخاذها كل الاجراءات الكفيلة بذلك». واعتبر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، في تصريح ان «مناشير الفتنة تستهدف مسيرة الاستقرار والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في لبنان، وإيقاع الفتنة بينهم لأهداف باتت لا تخفى على احد، ومحاولة أيضاً لزعزعة الثقة بالدولة التي تسهر على أمن اللبنانيين وسلامتهم». وقال قباني: «إن ما جرى أمر مدان وغريب عن المجتمع اللبناني، والمقصود دائماً من وراء هذه الأعمال مزيد من التوتر في لبنان وإضعاف الدولة»، مؤكداً «ان الوحدة الوطنية الإسلامية - المسيحية في لبنان كانت وستبقى دائماً مثالاً يحتذَى في العيش المشترك، وعلى اللبنانيين إظهار مزيد من الوعي». ووصف عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري المنشورات ب «البائسة التي تحاول إعادة الأمور إلى زمن لن يعود». وأكد في تصريح الى «المؤسسة اللبنانية للارسال» ان «كل الذين يعملون ليلاً، في محاولة لتحريك فتنة ما، لن يكتب لهم النجاح، لأن لبنان تجاوز كل هذه المرحلة، وصيدا بكل أطيافها، على رغم الاختلافات السياسية الموجودة، استنكرت هذا المنشور الذي يحمل أسلوب الظلام». ولم يستبعد أن تكون هذه المنشورات «عملاً مخابراتياً». وأكد نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي بعد زيارته النائب السابق اسامة سعد التمسك ب «العيش الواحد، وحفظ هذا العيش الذي بحفظه يحفظ دور المقاومة». وشدد على ان «حزب الله مستعد للتعاون مع الجميع في سبيل تحصين وحماية هذا الوضع الصيداوي، من تصرفات حمقاء لا تمت إلى الحكمة ولا إلى الدين ولا إلى العروبة بصلة». واعتبرت وكالة داخلية الجنوب في الحزب التقدمي الاشتراكي المناشير «مساساً بالصيغة الوطنية الفريدة، صيغة العيش المشترك التي حفظها الجنوب عموماً ومدينة صيدا حاضنة الجميع خصوصاً». وطالبت «الاجهزة الامنية بملاحقة الفاعلين». ووصف نائب الأمين العام ل «الجماعة الإسلامية» الشيخ محمد الشيخ عمار المناشير «محاولة فاشلة تمت بأيدٍ صهيونية لبث الفتنة في منطقتنا من جديد»، مشدداً على تمسك الجماعة «بالعيش المشترك والسلم الاهلي».