انخفض أمس سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي في شكل غير مسبوق، ووصل إلى 13 مرة أقل مما كان عليه قبل خمس سنوات، في مؤشر إلى «جفاف» الاحتياطي بالنقد الأجنبي. واستمرت المعارك بين قوات النظام والميلشيات الموالية من جهة وفصائل إسلامية من جهة ثانية في ريف حلب الجنوبي مع استمرار الهدنة في حلب تخللها سقوط قذائف على مناطق النظام. (للمزيد) وواصل الدولار الأميركي ارتفاعه منذ ثلاثة أسابيع بشكل لافت ليصل سعر صرفه إلى 625 ليرة سورية في السوق السوداء، في وقت حدد المصرف المركزي سعر صرف الدولار ب 512 ليرة. وهذه هي المرة الأولى التي يرتفع فيها الدولار إلى هذا المستوى منذ بدء النزاع منتصف آذار (مارس) 2011، عندما كان يساوي 48 ليرة سورية. وفي مطلع السنة، حدد المصرف المركزي سعر صرف الدولار ب 290 ليرة في حين كان بحدود 390 ليرة في السوق السوداء. لكن سعر الصرف ارتفع في بداية الشهر الماضي إلى 442 ليرة في السوق الرسمية مقابل 500 ليرة في السوق السوداء. وعزا محللون السبب إلى المضاربات في السوق السوداء التي تتحكم بأسعار الصرف. إذ من الصعب إيجاد آلية تحكم بسعر الصرف حالياً في وقت لم تؤد جلسات التدخل التي أعلن عنها حاكم المصرف المركزي أديب ميالة النتائج المرجوة. وسبق للمصرف أن أعلن عند بدء الاحتجاجات في عام 2011 أنه يحتفظ باحتياط حجمه 18 بليون دولار، لكن هذا الاحتياط شحّ كثيراً خلال السنوات الماضية ولا يعلم المحللون الاقتصاديون كم تبقى منه. ويعتقد بأن إيران قدمت حوالى خمسة بلايين دولار أميركي كمساعدات وخطوط ائتمان للحكومة السورية. واعتبر المحلل الاقتصادي جهاد يازجي رئيس تحرير النشرة الاقتصادية الإلكترونية «سيريا ريبورت» أن تدهور قيمة الليرة «معناه بوضوح أن الاحتياط جف». وقالت اللجنة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة (إسكوا) في تقرير أول من أمس، إن النزاع أدى إلى مقتل وجرح 2.3 مليون شخص وتهجير أكثر من 12 مليون شخص، إضافة إلى تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 55 في المئة. وقدرت قيمة خسائر الاقتصاد بنحو 259.6 بليون دولار، إذ بات أكثر من 80 في المئة من السكان يعيش تحت خط الفقر. وجاء في التقرير أن متوسط العمر انخفض من 70 سنة في 2010 إلى 55.4 سنة في 2014، مضيفاً أن نصف المستشفيات ال493 أصيبت بدمار بالغ في الحرب. وتزامن بدء انخفاض سعر الليرة مع إعلان دمشق معركة لاستعادة حلب قبل إعلان موسكو توصلها مع واشنطن إلى هدنة في المدينة مع استمرار المعارك في ريف حلب حيث قتل عشرات من قوات النظامية والميلشيات الموالية بهجوم شنته فصائل إسلامية استعادت فيه السيطرة على بلدة خان طومان الاستراتيجية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن المعارك تواصلت «تحت القصف المكثف للقوات النظامية على مناطق الاشتباكات وتنفيذ طائرات حربية عدة غارات على محيط المنطقة، إضافة إلى استهدافات متبادلة بين الطرفين لآليات وعربات مدرعة»، لافتاً إلى سقوط جرحى بقصف على مناطق موالية داخل المدينة. وأفادت وكالتا الأنباء التركيتان «دوغان» و «الأناضول» الأحد، بأن قذائف المدفعية التركية قرب حدود سورية، أدت إلى مقتل 55 عنصراً من «داعش» شمال سورية، في وقت أفادت صحيفة «يني شفق التركية» بأن فرقة تركية خاصة مؤلفة من عشرات الجنود توغلت داخل سورية قبالة كيليس بهدف رصد منصات إطلاق الصواريخ التي يستخدمها «داعش» وأسفر القصف منها عن سقوط قتلى وجرحى في الأيام الماضية.