أثار تزامن زيارة كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الجزائر، علامات استفهام لدى المرشحين الخمسة للانتخابات الرئاسية المنافسين للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي سيلتقي الضيفين البارزين. وانتقد منافسو بوتفليقة في استحقاق ال17 من نيسان (أبريل) الجاري، إجراء الزيارتين الرسميتين في غضون الحملة الانتخابية. وقالت المرشّحة عن حزب العمال اليساري لويزة حنون، إن زيارة كيري وأمير قطر «استغلال للسلطة لتقديم تنازلات تخدم القوى العظمى». ورأت حنون أن الزيارتين تهدفان «إلى فرض مزيد من الضغوط على السلطة في هذا البلد، بهدف الاستفادة من تنازلات وامتيازات اقتصادية لصالح الشركات المتعددة الجنسيات». ولفتت حنون إلى أنها «غير مقتنعة بأن زيارة كيري إلى الجزائر في هذا الظرف مجرد صدفة، بعد تأجيلها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي». من جهة أخرى، ذكر الوزير السابق المكلف شؤون الجاليات حليم بن عطالله في تصريح ل «الحياة»، أن «هدف الزيارتين، ومن دون تحليل عميق، بحث الانتخابات الرئاسية والسيناريوات المحتملة خلال 17 أبريل وبعدها». في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن الزيارة التي يقوم بها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهي الأولى له منذ توليه سدّة الحكم، ستخصص لترقية علاقات البلدين. وأكدت الوكالة أن وفداً قطرياً رفيعاً يضم وزير الخارجية خالد بن محمد العطية، سيرافق الشيخ تميم في زيارته إلى الجزائر. وأضافت أن الزيارة ستشكل «فرصةً لقائدي البلدين لمواصلة التنسيق والتشاور وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، أن الحوار بين كيري ونظيره الجزائري رمطان لعمامرة سيشمل ميادين التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والسياسية وتطوير الاستثمار، إضافةً إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي والتعاون في مجال محاربة الإرهاب. وسارع رئيس حركة مجتمع السلم (الإخوان المسلمون) عبد الرزاق مقري، إلى إعلان استغرابه زيارة وزير الخارجية الأميركي، مشيراً إلى توقيتها في أوج الحملة الانتخابية الرئاسية. وذكر مراقبون أن زيارة كيري إلى الجزائر يطغى عليها الطابع الأمني، نظراً لحساسية منطقة الساحل الأفريقي وما تشهده من تقلبات كبيرة.