حذّر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أمس، من أن إغلاق النمسا حدودها مع إيطاليا عند ممر برنر للتصدّي لتدفّق المهاجرين، سيشكّل «كارثة سياسية» لأوروبا. وتهدد النمسا بنشر آلية للتصدي للهجرة عند ممر برنر إذا لم تتخذ إيطاليا تدابير تضبط في شكل أفضل تدفّق المهاجرين الذين يعبرون أراضيها ويستخدمون هذا النفق لمغادرة البلاد. لكن الممر يُعد محوراً أساسياً للنقل الأوروبي وبوابة بين أوروبا الشمالية والجنوبية، كما قال يونكر في حديث الى صحف مجموعة «فانكي ميديان غروب» الإعلامية الألمانية. وزاد يونكر: «لهذا السبب كل ما يؤدي الى إغلاق ممر برنر لن تكون له عواقب اقتصادية خطيرة فحسب، بل عواقب سياسية كبرى». وأعرب يونكر عن القلق من موقف النمسا في أزمة الهجرة، الذي يشجّع على إغلاق الحدود ويجعل خطاب اليمين المتطرف «مقبولاً» في دول أوروبية. وأضاف: «ما نشهده في النمسا نشهده ايضاً للأسف في دول أوروبية أخرى، حيث تستغلّ الأحزاب مخاوف الناس». ويمرّ نحو 2500 شاحنة و15 ألف سيارة يومياً عبر نفق برنر، المحور الاقتصادي الأساسي لإيطاليا وشركاتها المصدِّرة إلى أوروبا الشمالية. ويسلك النفق أيضاً، مئات آلاف السياح من ألمانيا وأوروبا الشمالية لتمضية عطلة الصيف في إيطاليا. كذلك، رأى رئيس المفوضية الأوروبية أن أزمة المهاجرين تشهد «نقطة تحوّل» بفضل الاتفاق مع تركيا، الذي بدأ يُظهر نجاحه. ولفت الى أن هذا الاتفاق الذي بدأ سريانه الشهر الماضي، مكّن أوروبا بالفعل من التحكّم بتدفّق المهاجرين في شكل أفضل. وأردف: «الاتفاق مع تركيا بدأ يكون له أثر، وعدد المهاجرين يتراجع في شكل كبير». وأكد أنه ما زالت هناك حاجة الى حدوث انخفاض كبير في الأعداد قبل إمكان إعلان انتهاء المشكلة، لكنه أشار إلى أن الاتفاق أعطى الاتحاد الأوروبي فرصةً للمناورة لتوفير نظام لجوء عادل وفاعل على المدى المتوسط. وانتقد يونكر قرار بناء سياج بين اليونان ومقدونيا، قائلاً: «لا أتفق مع رأي البعض بأن هذا السياج أو بناء سياجات في أوروبا في شكل عام، يمكن أن يساهم في أي شيء لحل أزمة اللاجئين على المدى البعيد. السياج يمكن أن يمنع اللاجئين من التحرك، لكن لا يوجد سياج ولا جدار عال بما يكفي لمنع هؤلاء الأشخاص من القدوم إلى أوروبا عندما يفرون من الحرب والعنف في أوطانهم». إلى ذلك، نُقل حوالى 700 مهاجر أنقِذوا من البحر المتوسط إلى ميناء أوغستا في جزيرة صقلية الإيطالية في وقت مبكر من صباح أمس. وكانت البحرية الإيطالية أنقذت 1759 لاجئاً الخميس الماضي، خلال 10 عمليات نفذتها بالتعاون مع خفر السواحل وشرطة الجرائم المالية ووكالة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي (فرونتكس) ومنظمة أطباء بلا حدود. وبذلك يرتفع عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى الساحل الإيطالي عن طريق البحر خلال العام الجاري، إلى أكثر من 30 ألفاً.