التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل في باريس أمس، لبحث أزمتي سورية والهجرة، فيما دعا قادة الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء لأن «ترقى إلى مستوى» أزمة المهاجرين التي «قد تتسبب بزلزال في المشهد السياسي الأوروبي»، وذلك خلال نقاش أمام البرلمان الأوروبي. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بعد أن عدّد قائمة بالتعهدات التي تأخرت دول الاتحاد في تطبيقها: «علينا بذل جهود أكبر لأننا قد لا نرقى إلى المستوى المطلوب». وانتقد يونكر بطء تطبيق خطة توزيع استقبال اللاجئين في الاتحاد الأوروبي من مراكز التسجيل في إيطاليا واليونان. وقال أمام النواب الأوروبيين خلال جلسة في ستراسبورغ، إن «عملية إعادة التوزيع لا تعمل كما يُفترَض». من جهة أخرى، رأى دونالد تاسك رئيس مجلس أوروبا الذي يضم رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الاتحاد، أن أزمة الهجرة «قد تكون أكبر تحد واجهناه منذ عقود». وأضاف: «قد تُدمَر إنجازات مثل حرية التنقل بين الدول الأعضاء في فضاء شنغن» مع «التسبب بزلزال في المشهد السياسي الأوروبي». وحذر من أن الوضع على الأرض «سيتفاقم»، مشيراً الى «موجة جديدة من اللاجئين القادمين من حلب والمناطق التي تتعرض للقصف الروسي في سورية الذي تسبب بتهجير أكثر من 100 ألف شخص إضافي». وعلى غرار يونكر، قال تاسك إن على الدول الأعضاء أن تؤمّن بسرعة موارد للوكالات الأوروبية، وأبرزها «فرونتكس» المكلَّفة حماية الحدود الخارجية للاتحاد. وقال يونكر: «ما فعلناه الأحد كان يفترض أن يُطبَق فوراً» في إشارة إلى القمة المصغرة التي دعا إليها الأحد في بروكسل وخُصِصت للتدابير الواجب اتخاذها على طول «طريق البلقان» التي يسلكها عشرات آلاف المهاجرين يومياً. واعتبر أن ضرورة تنظيم اجتماعات طارئة للتشاور «تظهر أن الاتحاد الأوروبي ليس في حالة جيدة». وتحدث رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز، عن «خطر كارثة إنسانية» على طريق البلقان، موضحاً أن «الأجواء كانت متوترة» خلال اجتماع الأحد. وانتقد زعيم أبرز كتلة سياسية في البرلمان الأوروبي (يمين) مانفرد ويبر «دولاً أعضاء لا تحترم التزاماتها». وقال ويبر إنه مع تصاعد النزعة الشعبوية حالياً «علينا أن نظهر أننا على استعداد لتحمل المسؤولية التي تقع على عاتقنا». ودعا نظيره الاشتراكي جاني بيتيلا إلى آلية توزيع «إلزامية ودائمة للاجئين بين دول الاتحاد» تتجاوز الآلية الطارئة التي تم تبنيها أخيراً ل160 ألف لاجئ. وشدد بيتيلا على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع تركيا لوقف تدفق المهاجرين، إلا أنه استدرك قائلاً: «يجب ألا نوقع شيكاً على بياض» للحكومة التركية، بحيث يجب استمرار مطالبة أنقرة بإحراز تقدم في مجال حقوق الإنسان». إلى ذلك، قال يونكر إن المفوضية التي تشرف على ماليات حكومات منطقة اليورو ستسمح بمزيد من المرونة في الميزانية للدول التي تثبت أنها تكبدت تكاليف استثنائية في مواجهة أزمة الهجرة. وكانت حكومات عدة في منطقة اليورو طلبت مزيداً من المرونة في القواعد المالية للاتحاد الأوروبي (معاهدة الاستقرار والنمو) لمواجهة تكاليف إيواء وإدارة أكبر تدفق للمهاجرين تشهده القارة منذ الحرب الثانية. في غضون ذلك، عبر حوالى 2000 مهاجر معظمهم سوريون فارون من الحرب، الحدود إلى سلوفينيا من كرواتيا أمس. ووصل المهاجرون إلى منطقة قرب الجانب الكرواتي من الحدود بالقطار. وعبروا إلى سلوفينيا سيراً على الأقدام وحاصرتهم الشرطة قبل اصطحابهم عبر الحقول والمزارع ونقلهم بالحافلات الى أقرب مركز تسجيل. وسيجري نقلهم بعد ذلك في اتجاه النمسا وألمانيا وهما الوجهتان المفضلتان للغالبية العظمى من المهاجرين. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، أن أكثر من 700 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا إلى أوروبا عبر المتوسط في عام 2015 في حين قضى أو فُقد أكثر من 3210 منهم. وعبر أكثر من 705200 مهاجر ولاجئ البحر المتوسط هذا العام، وصل 562355 منهم الى اليونان و140 ألفاً إلى إيطاليا.