اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «الوضع في منطقة الشرق الاوسط غير مستقر لأكثر من سبب، أهمها الملف النووي الايراني، الا ان تحديد مواعيد للحرب غير دقيق ومن باب التكهنات ليس إلا، ففي ظل أوضاع متفجرة كتلك التي تمر بها المنطقة، لا يمكن أحداً ان يتكهن أي توقيت إذ ان أي حادثة قد تحصل من شأنها أن تشعل النار». إلا أن جعجع استبعد في مؤتمر صحافي عقده أمس في مدريد محطته الثالثة في زياراته الخارجية اي حرب «في المدى المنظور». وأثنى «على جهود اسبانيا وتضحياتها والدور الريادي الذي تلعبه لإرساء السلام في المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً، لا سيما من خلال مشاركتها في قوات حفظ السلام في جنوب لبنان». وعن حادثة «أسطول الحرية» والحصار الذي تتعرض له غزة وأهلها وتأثير ما جرى في عملية السلام في المنطقة، قال: «أياً تكن أسباب الحصار، لا يمكن أي دولة أو جهة أن تقبل بأن يحاصر في القرن الحادي والعشرين اكثر من مليون ونصف المليون من الاشخاص بصرف النظر عن الخلفيات السياسية والعسكرية والأمنية، إذ على المجتمع الدولي على اختلاف اتجاهاته السياسية احترام أبسط قواعد حقوق المدنيين في عيش كريم ولائق». وعن تصريح الرئيس السوري بشار الاسد الذي نسب اليه قوله ان اسرائيل تسوّق لحرب تسعى اليها في المنطقة، قال جعجع: «اداء اسرائيل وتصرفاتها وتعرضها لأسطول الحرية غير مقبول بأي حال من الأحوال، ولا احد يمكن ان يتكهن عما اذا كانت حادثة غزة تسرع عملية الحرب، فهي ولدت ردة فعل دولية كبيرة قد تساعد في تسريع عملية السلام. فالأسرة الدولية التي دانت الحادثة وشجبتها، من شأنها أن تزيد الضغط على اسرائيل لحملها على ليونة أكبر ولمعاودة المحادثات والتجاوب مع جهود السلام». وشدد جعجع على أن «لإسبانيا والمجموعة الاوروبية والدولية دوراً لتثبيت وتدعيم وقف اطلاق النار في الجنوب إنفاذاً للقرار 1701». وعن مسألة سلاح «حزب الله»، قال جعجع: «نحن لنا رأي لطالما أعلنّاه ووضعنا أطره على طاولة الحوار. وهو، ولئن لا يزال مرفوضاً من «حزب الله»، الا إننا سنستمر ونثابر في جهودنا، لكننا نستطيع في الوقت الحاضر البدء بخطوة معينة تقضي بالإبقاء على السلاح حيث هو، لكن مع وضع قرار التصرف به واستعماله عند الدولة اللبنانية من دون سواها». وعن امكان دمج وحدات «حزب الله» في الجيش اللبناني، رأى جعجع أن «هذه الفكرة قد تكون احد الحلول المطروحة»، مؤكداً مرة جديدة «دور اميركا وأوروبا في مضاعفة الضغط على اسرائيل لحملها على قبول مشروع للسلام، ذلك ان ادارة الرئيس الاميركي اوباما جادة بهذا الاتجاه». وعن رأيه بعلاقة الرئيس الحريري مع سورية، جدد جعجع القول ان الحريري «هو رئيس لحكومة لبنان نتيجة انتخابات دستورية وديموقراطية جرت على افضل ما يكون. فالحريري لا يدين بشيء لسورية وبالتالي فإنه، ومن موقعه هذا، قادر على الاضطلاع بالمفاوضات مع سورية والسعي لإيجاد الحلول والوصول بين لبنان وسورية إلى نتائج جيدة. لكن حتى الآن، لم نلمس نتائج عملية في الملفات العالقة، أي ملف المسجونين في السجون السورية والقواعد الفلسطينية العسكرية الموالية لسورية وملف ترسيم الحدود». وقال: «أعتقد أن سورية لا تنقصها العقلانية والموضوعية لتعرف أن لا مجال لحل آخر إلا بالتصرف تجاه لبنان كبلد سيد وحر ومستقل».